تحدثنا كثيراً عن المحافظات الأكثر فقراً.. وكانت محافظة سوهاج في مقدمة هذه المحافظات طبقاً لاحصائيات الدولة نظراً لانعدام المرافق والخدمات العامة في القري ونجوع ومراكز هذه المحافظة. اعتقدنا أن هذه المحافظة سوف تشهد طفرة كبيرة في الخدمات العامة وأن المواطن السوهاجي سوف يشعر بتحسن ملموس خلال هذه الأيام.. لكن لم نجد أي بادرة أمل أو تحرك من المسئولين تجاه هذه المحافظة وقراها التي مازالت تعيش في عصور الجاهلية الأولي. لقد حددنا المشاكل والخدمات المعدومة التي يعاني منها أبناء المحافظة وبدأنا بمركز البلينا والقري التابعة له باعتباره آخر مركز في محافظة سوهاج وقد يكون هذ المركز قد سقط من حسابات الحكومة رغم أنه يضم قرية العرابة التي تمثل أهمية كبري في السياحة المصرية نظراً لوجود أكبر معبد أثري بها بالإضافة إلي قرية الغابات المجاورة لها والتي تضم معالم تاريخية كبيرة وتعتبر القرية الوحيدة التي كانت مصدراً للتعليم فقد تخرج من مدارسها آلاف الطلبة من جميع القري المجاورة حيث انها كانت تحظي باهتمام كبير في تنوع مراحل التعليم والمدارس المختلفة والمعاهد الدينية بها. من يصدق أن الخدمات العامة في قري المركز مثل الغابات والعرابة والشلولية والحبيل والرجة وبرديس ونأخذ الغابات باعتبارها نموذجاً للقري المجاورة بالبلينا قد اصابتها الشيخوخة ولم يكن هناك أي اهتمام من المسئولين حيث ان هذه القرية بالذات بعيدة عن أعين المسئولين لأنها تقع تحت سفح الجبل. محولات الكهرباء تحولت إلي قنابل موقوتة قد تنفجر في أي لحظة وقد حدث هذا بالفعل في المحول الرئيسي بخط الحاجر واشتعلت فيه النيران منذ أيام وأصبحت قرية الغابات تعيش في ظلام. لقد جاءت قرية الغابات في خطة هذا العام من ضمن القري التي تحتاج فيها محولات الكهرباء والأسلاك الهوائية إلي إحلال وتجديد وتضمنت خطة الإحلال والتجديد تغيير ما يقرب من 18 كيلو متراً أسلاكا كهربائية متهالكة بالشوارع وتجديد ما يقرب من 10 محولات كهربائية ومنذ بداية هذا العام ولم نجد أي تحرك من المسئولين عن كهرباء سوهاج. تقدم أهالي القرية بشكاوي لوزير الكهرباء ولكن يبدو أن الوزير لا يدري بأن هناك قرية تسمي الغابات وهذه هي ثمة الحكومة الحالية التي لا يعرف الوزراء فيها حدود عملهم أو المناطق التي تقع في نطاق وزاراتهم. إذا كانت هناك نية للاهتمام بالمواطنين في القري فعلي الحكومة أن تتحرك لتحاسب المقصرين والمهملين في حق أبناء الشعب حتي نستطيع أن نؤكد للشعب أن الفساد لم يعد له وجود في مصر.