جاءني رد من المحاسبة غادة عبدالمنعم منصور مدير إدارة العلاقات العامة بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي علي ما تناولته في مقال الثلاثاء الموافق 31 ديسمبر الماضي حول مشاكل الصرف الصحي بقرية الغابات التابعة لمركز البلينا محافظة سوهاج تحت عنوان نظرة للقري الأكثر فقراً. أكدت المحاسبة غادة في ردها نحيطكم علماً بأن قري الغابات غير مدرجة بالخطة للعام المالي 2013 و2014 وجاري امكانية دراسة ادراجها بالخطط المستقبلية حين توافر الاعتماد المالي اللازم. بهذه الكلمات القليلة انتهي رد الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وهذا ما عهدنا عليه من قبل في الأنظمة السابقة حيث ان الوزارات والمصالح الحكومية تستهين بمشاكل المواطنين وتختزل الرد علي مشاكلهم "في كلمتين وبس" دون الإفصاح عن حقائق الأمور أو شرح المعاناة التي يعاني منها المواطنون أو توضيح الإهمال والتقصير من جانب القائمين علي المشروعات الخدمية والأموال التي تهدر ولا يستفيد منها المواطن المصري. إذا كانت المحاسبة غادة قد قرأت المشكلة بهذه البساطة من وجهة نظرها وان هذه المشكلة مثل آلاف المشاكل في القري فهذا خطأ جسيم لأن تقييم مشاكل المواطنين علي المكاتب والغرف المكيفة يمثل كارثة ويعكس كراهية للحكومة المتكاسلة عن حل مشاكل الجماهير. يا أستاذة غادة هل تعلمين ان مشروع الصرف الصحي في قرية الغابات قد بدأ بالفعل منذ 7 سنوات وتمت أعمال الحفر وعمل الأبيار وتوصيل مواسير الصرف لكن المشروع توقف فجأة دون تحديد الأسباب؟ هل تعلمين ان الأموال التي تكبدتها الدولة في عمليات انشاء المشروع بلغت الملايين دون اتمامه وحصل المقاول علي هذه الأموال وترك المشروع وهرب والآن تتعرض المواسير والأبيار للتلف هل هذا لا يعني إهداراً للمال العام يا أستاذة غادة؟ أم أنه تصرف طبيعي؟ هل هذا لا يعني أن قرية الغابات أدرجت في خطة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي منذ سنوات؟! أم أننا ننتظر خطة جديدة والاشارات السابقة والتكلفة كأنها لم تكن؟ اعتقد ان الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي لديها ملف كامل عن مشروع الصرف الصحي بقرية الغابات ولا تستطيع فتح هذا الملف الذي قد يتسبب في إحالة المسئولين إلي النيابة العامة بسبب التقاعس وإهدار أموال الدولة. إذا كانت الهيئة لا تعلم ان قرية الغابات أدرجت في خطة الدولة لاقامة مشروع الصرف الصحي بالقرية فهذه مصيبة كبري وتؤكد ان المسئولين في غيبوبة وان أموال الدولة تهدر ولا يشعر بها أحد وان الفساد في المصالح الحكومية مازال يرتع ويتوغل ومعاناة المواطنين لا تنتهي. أناشد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بإعطاء تكليفات إلي رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بفتح ملف مشروع الصرف الصحي بقرية الغابات والتأكد من أسباب توقف المشروع ومن المسئول عن الأموال التي انفقت في توصيل المواسير والبيارات التي تم دفنها ولم يكتمل المشروع حتي الآن. أهالي القرية تحاصرهم الأمراض والأوبئة بسبب مخاطر الطرنشات في المنازل حيث ان هذه الطرنشات تنبعث منها الروائح الكريهة وتتسرب منها مياه الصرف إلي مياه الشرب وتختلط بها في حالة انفجار أي ماسورة مياه شرب. السكان طرقوا كل الأبواب ولم يستمع لهم أحد أو يستجيب لمطالبهم. هذه القرية بعيدة عن أعين المسئولين لانها تقع في حضن الجبل سكانها يعتمدون علي الخدمات التي تقام بالجهود الذاتية حتي المدارس والمعاهد الأزهرية تم انشاؤها بالجهود الذاتية. المسئولون بالدولة يغمضون أعينهم عن مشاكل هذه القرية حتي المسئولين عن الكهرباء بمركز البلينا ومحافظة سوهاج يتجاهلون المخاطر التي تحيط بسكانها فقد دخلت القرية في خطة وزارة الكهرباء لعمل إحلال وتجديد المحولات الكهربائية وتغيير الأسلاك الكهربائية المتهالكة بما يوازي 18 كيلو متراً وحتي الآن لم تصل القرية أي عمليات إحلال وتجديد. البعض يؤكد أن المسئولين عن الكهرباء في سوهاج قد قاموا بصرف هذه الأسلاك والمحولات الجديدة لقرية أخري مجاملة لمسئول كبير في شركة كهرباء الصعيد. احذروا غضب هذه القري التي تعاني من الفقر ونقص الخدمات فالشرارة قد تبدأ من هناك.