أكد المشاركون في ندوة المرأة والدراما التي نظمها المجلس القومي للمرأة أمس علي أهمية ان تحقق الدراما المعادلة الصعبة وهي نقل اوجاع المجتمع ومشاكله الاجتماعية بما لا يؤثر علي قيمة واخلاقياته وانتقد اعضاء لجنة رصد وتقييم صورة المرأة في الدراما لانها لم تتطرق لمشاكل ملحة كمشاكل المرأة الغارمة والمرأة المعيلة ولم تنقل معاناة زوجة الشهيد واعربوا عن استيائهم من المفردات اللغوية التي تضمنتها اعمال رمضان مؤكدين ان حماية العقول لاتقل أهمية عن حماية الحدود المصرية واعربوا عن مخاوفهم من الغاء وزارة الاعلام وعدم انشاء كيان بديل وعدم وجود سلطة تراقب الدراما وتصحح مسارها اذا حادت عن الطريق. اكدت السفيرة مني عمر أمين عام المجلس ان تشويه صورة المرأة المصرية وظهورها بهذا الشكل السييء في الدراما أثر علي صورة المرأة داخل المجتمع المصري ونقل صورة غير حقيقية للعالم الخارجي. وهو أمر يعد شكلاً من اشكال العنف الموجة ضد المرأة. مشيرة الي أن تعريف العنف ضد المرأة لا يقتصر علي العنف الجسدي فقط ولكن العنف يشمل العنف اللفظي أيضا. لذلك فإن المجلس سيعمل علي اقامة ورش عمل بالتعاون مع كافة المؤسسات المجتمعية للوصول الي الطلبة في المدارس والشيوخ والقساوسة صانعي الدراما والي جميع افراد المجتمع للتوضيح الصورة الحقيقية للمرأة ولتشكيل رأي عام ورسمي متصدي لاي محاولة تشويه لهذه الصورة خاصة أن المرأة المصرية قد قامت بالكثير من اجل اسرتها ومجتمعها. أكد الناقد الفني طارق الشناوي أن هناك محاولات لتقليص حرية الابداع بدعوي المسئولية الاجتماعية. حتي أصبحت هذه المسئولية الاجتماعية تقود حرية المجتمع ذاته. أشار الي أن تقديم نموذج سلبي لامرأة في عمل درامي لايعني إهانة للمرأة بل العكس ان تقديمه بهذا الشكل قد يحفز المسئولين بالمجتمع لرفع الظلم عن هذا النموذج. مشيرا الي مسلسل "سجن النسا" الذي عرض في رمضان الماضي. وفيما يتعلق بالمستويات اللغوية في الحوار الدرامي أكد الشناوي أنه لا يوجد لفظ بذيء مشيرا الي ضرورة وضع معايير لاستخدام هذه الالفاظ. خاصة أن معظم كتاب الدراما هم ابناء هذا العصر ويستخدمون مفردات هذا العصر لذا قد يري الكتاب من الأجيال الاكبر سناًً أن مثل هذه المفردات تجرح الذوق العام. بينما اعترضت الكاتبة نادية رشاد علي مفردات اللغة المقدمة في الدراما الحالية مؤكده أن هذه المفردات غير مقبولة من جميع الفئات العمرية وليست الفئات الأكبر عمراً فقط. مشيرة الي أنه حينما قدم الكاتب الكبير نجيب محفوظ رواياته عن الحارة المصرية كان الشارع مليئاً بالمفردات والألفاظ غير المقبولة مجتمعيا. وعلي الرغم من ذلك لم تنقلها الدراما أوضحت أن وجود أعمال دامية حديثة تضمنت جانباً كبيراً من الابداع الي جانب احترام ثقافة وتقاليد المجتمع ولم تتضمن هذه المفردات وحققت نسب مرتفعة من المشاهدة مثل مسلسل "بنت اسمها ذات" الذي عرض في شهر رمضان الماضي.. أضافت أن الدراما ليست مجرد ابداع ولكنها صناعة وطنية مثل الغزل والنسيج. داعية الدولة الي الاستثمار في هذه الصناعة المربحة. وفي كلمتها أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس ان هناك عوامل أخري فرضت نفسها علي الموضوعات المقدمة ُي دراما رمضان هذا العام الي جانب شروط السوق من بينها ارتفاع سقف الحريات بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو. أكد المخرج محمد فاضل أنه ليس ضد حرية الابداع كمخرج. وأنه إذا كنا نقول ان الدولة مسئولة عن التعليم والصحة والاقتصاد ومسئولة بشكل كامل وكلي عن حماية الأمن القومي فإن مسئولية الدولة ايضا حماية عقول الافراد التي لا تقل أهمية علي الاطلاق عن حماية الأمن القومي. أكد محمد فاضل ان حرية الابداع تقترن بالمسئولة وأنه في دول العالم ككل يمنع عرض الاعمال الفنية من العرض اذا تعارضت مع قيم ومباديء المجتمع. مفسرا ذلك بأن حرية الابداع اذا تعارضت مع قيم وتقاليد المجتمع تصبح لا قيمة لها. اكدت الناقدة خيرية البشلاوي ان الدراما تلعب حاليا دوراً مؤثراً وجيداً ومن الممكن أن تؤثر علي فكر وثقافة الافراد فهي قادرة علي أن تهبط أو ترتقي بالمستوي الفكري للفرد. أكدت الناقدة خيرية ان الدراما الرمضانية لم تتسم بحيوية ابداعية كما يقال ولكنها اتسمت بحيوية انتاجية. مشيرة انها كناقدة لاتقيم العمل الفني بمعايير اخلاقية ولكن يتم تقييمه بما يوصل في النهاية للمشاهد. فالدراما لها دور سياسي وثقافي وتعليمي لابد أن تقوم به. أكدت أن حرية المبدع ضرورية ولكنها لابد أن تكون حرية مسئولة. مشيرة الي أن دراما هذا العام حاولت فرض صور لفئات سلبية محدودة موجودة في المجتمع علي أنها الصورة السائدة في المجتمع المصري. مثل تاجرات المخدرات والعاهرات والشذوذ والادمان وغيرها من الصور السلبية التي لا تعبر علي الاطلاق عن المجتمع المصري المحافظ المعروف عنه الاخلاق وهو الأمر الذي يجب ان تعمل الدراما اكثر علي ابرازه.