للمرة الأولي في حياتي أدخل فيها مسجد السيدة زينب.. ويارتني مادخلت. كم من الصدمات تلقيتها واحدة تلو الأخري.. بمجرد أن دخلت المسجد. وقررت أن أقوم بجولة داخله. أول صدمة كانت في حجرة مقام السيدة زينب. حيث وجدت شابا في العشرينات من عمره وقد جلس يصلي عكس اتجاه القبلة موجها وجهه إلي مقام السيدة زينب!! انطلقت لاستعد إلي صلاة الظهر. فوجدت أناسا كثيرين افترشوا أرض المسجد وراحوا في سبات عميق قلت في بالي سيستيقظون الآن فور سماع الأذان. لكن خاب ظني. وانطلق الأذان والناس ظلوا نياما علي حالهم. وكأنهم أهل الكهف. وأقيم عليهم هذا المسجد!! دقيقة واحدة وظهر رجل أمن المسجد. يرتدي قميصا أزرق. ونادي في أهل الكهف: "يالا يا جماعة الصلاة" فانتفض عدد ليس بقليل منهم فقلت الحمدلله. مازالت الدنيا بخير. الناس التي كانت في عداد الأموات بعث الله فيهم من يعيدهم إلي الحياة مرة أخري. انتظرت أن يتوجهوا إلي "الميضة" للوضوء والصلاة لكنني وجدتهم يرجعون إلي مؤخرة المسجد. حيث يوجد فاصل خشبي استتروا وراءه وأكملوا نومهم. بجوار إخوانهم الأكثر منهم خبرة في مسجد السيدة. حيث إنهم علي علم بأن أحداً لن يزعجهم في هذا المكان وبحثهم علي أداء الصلاة. فاختاروه "لوكاندة" لهم منذ البداية!! المهم نسيت أقول لكم. سبب ذهابي أصلا إلي مسجد السيدة زينب. فقد كنت ذاهبا للصلاة علي قريب متوفي. وهنا كانت صدمة جديدة حيث وجدت أنهم وضعوا نعشين لمتوفين في اتجاه القبلة. قبل أداء صلاة الظهر فناديت علي رجل الأمن. وقلت له كيف تضعون نعوش الموتي أمام المصلين. قال لي إن ذلك يحدث كل يوم. فادخل إلي إمام المسجد اسأله في ذلك فدخلت إلي إمام المسجد وسألته فأجاب أنه يجوز الصلاة والسجود أمام جثث المتوفين عادي!! حان موعد أداء الصلاة. فقال الإمام أتموا الصف الأول. فالذي يليه. ولكن عرض المسجد كبير جدا. فلم يسمع المصلون كلام الإمام. ولم يتموا الصف الأول ولا الذي يليه ووقفوا في صفوف وراء بعضها دون أن تكتمل الصفوف. عن نفسي وقفت آخر واحد في الصف الأول. ولم يأت أحد ليصلي عن يميني!! عندما فرغنا من الصلاة وجدتني أتصبب عرقا فنظرت فوقي فوجدت مراوح المسجد علي الجانبين اليمين واليسار قد أغلقت. ولا يتم تشغيلها من الأساس. فكيف يستقيم الصف ويكتمل. والمصلون إما نياما أو وقوفاً أسفل المراوح الشغالة منها؟! كل العبر وجدتها داخل مسجد السيدة زينب. لم يتبق سوي أن أجد أحدهم يصلي بدون وضوء والحقيقة لا استبعدها. فمن يصلي في غير اتجاه القبلة يصلي دون وضوء "عادي خالص".