النيران في ليبيا تنتقل من مدينة لمدينة ومن حقل بترول لحقل ومن قبيلة لقبيلة.. الجميع في قتال ضد نفسه لصالح أمريكا وقطر وتركيا والغرب بصفة عامة لأن "محيط" البترول تحت الرمال الليبية ينبغي من وجهة نظر هذه القوي أن يصب في مضخات أوروبا وأمريكا وفي بنوكهم ومصانعهم وحدهم ولا يحصل الشعب الليبي إلا علي فتات ثرواته وحقوقه في أرضه وبتروله ومصيره. كان القذافي متعاونا مع هؤلاء الغربيين المعادين للعرب لكنه كان يملك أن يطلق شعارات وبيانات وخطابات معلنة ضدهم!! ولم يعد الغرب "الديمقراطي" يطيق الآن حتي الخطب والبيانات إنه لا يريد وجود أية دولة أو كيانات مؤسسية في أرضنا العربية ولذا فقد خلع القذافي ولا يريد له بديلا.. وحينما ارتفعت أسهم اللواء خليفة حفتر في ليبيا والتف حوله بعض قادة "الجيش" الليبي إن صح أن نسميه جيشا!! ودانت له بالولاء بعض الكتائب والأسلحة كالطيران فإن الغرب اجتهد كثيرا وواصل مؤامراته لتقوية الميليشيات المسلحة ومعظمها كيانات إرهابية متطرفة ليضرب خليفة حفتر حتي لا تقوم قائمة لدولة ليبية. المتضرر ليس الشعب الليبي وحده بل جيرانه كذلك وفي مقدمتهم مصر التي تشهد منذ ثورة 30 يونيه مؤامرات في الداخل مرتبطة بالكيانات الإرهابية المسلحة في الخارج وقوة الإرهابيين في ليبيا تصب في صالح الإرهابيين في مصر: سلاح يتسلل إلي داخل حدودنا. وإرهابيون يقومون بأعمال إرهابية إجرامية كما حدث في الفرافرة وعمال مصريون يتضررون اقتصاديا وهم بمئات الآلاف ووراءهم أطفال وزوجات وأسر ستتأزم أحوالهم كما أن التصدير إلي هناك سيتضرر كذلك. الآثار العسكرية والسياسية والاقتصادية الضارة علي مصر مما يحدث في ليبيا أمر مؤكد وينبغي ألا ننتظر كوارث جديدة حتي تقع فنبادر بعد فوات الأوان بمعالجتها.. من حق مصر أن تحمي حدودها ومصالح شعبها في ليبيا بحسم وبكل الوسائل المتاحة لها قبل أن يصل الحريق الليبي إلي الثوب المصري نفسه!!!