الأدباء الحقيقيون هم صانعو الثورات. هم وقود الحرية التي لا تشتعل جذوتها إلا بهم.. هذا ما أكد عليه المشاركون في الليلة الختامية للأنشطة الثقافية بفرع ثقافة الجيزة برئاسة د. محمد زيدان. بعد أن قدم الفرع برنامجا حافلا طوال ليالي رمضان الكريم. من خلال "المقهي الثقافي" والأمسيات الشعرية والعروض الفنية. الندوة الأخيرة التي قدمها د. زيدان أكد فيها المتحدثون ان البعد الثوري للأدباء خلال العقود الثلاثة الماضية لم يكن في حالة صحية. بسبب سياسة تدجين المثقفين وإدخالهم الحظيرة. كما قال أحد أتباع النظام الساقط. والذي تبوأ ومازال مواقع قيادية شتي.. فتم علي يديه ويد أتباعه تقسيم الأدباء إلي مدجنين مطبلين للفساد ونظام مبارك. ومغضوب عليهم معارضين لهذا النظام وكان التصادم من هؤلاء قد وصل إلي ذروته ضد الفساد الثقافي من خلال رفض صنع الله إبراهيم لإحدي جوائز الحكومة "التي قدمها المجلس الأعلي للثقافة. فرفضها صنع الله علي الملأ وفضح كل محاولات النظام الفاسد لتخريب الثقافة القومية.. أما القسم الثالث من الأدباء فكان قد اتخذ موقف السلبية: لا يؤيد ولا يعارض وأغرق نفسه في تهاويم الكتابة. بعيداً عن الواقع. حتي كانت ثورة 25 يناير التي زلزلت هذه الأوضاع وتحرك خلالها بعض المثقفين وإن كانوا أقلية لكن آخرين ركبوا هذه الثورة وتاجروا بها كما تتاجر غيرهم بالدين!! كان دور المثقفين كما أشار الأدباء في الندوة التي استضافت طاهر البرمبالي وجيهان سلام أكثر وضوحاً في الموجة الثانية للثورة في 30 يونيه. وقد تخلي الكثيرون منهم عن الحذر بعد أن وصلت النيران إلي أطراف ملابسهم !! بسيطرة المتطرفين علي السلطة!! .. ألقي طاهر البرمبالي عدة قصائد يغلب عليها الطابع السياسي. وتحدثت جيهان سلام عن "أمهات الثورة المصرية" وهو عنوان الكتاب الذي أنجزته ولم تنشره بعد. واستعرضت دور المرأة الأديبة في سائر ثوراتنا ابتداء من ثورة 1919 حتي 30 يونيه. مروراً بثورة يوليو .1952