"أيها المثقفون اتحدوا".. شعار تأكد مضمونه من خلال لقاء أدبي موسع أقيم بقصر ثقافة الإسماعيلية.. في ظل تربص بالفكر والإبداع وحرية التعبير وصل إلي حد الهجوم علي نجيب محفوظ ورواياته التي يأولها بعض الدخلاء تأويلا دينيا ويتصدر هؤلاء الساحة كما لو كان ناقدا أدبيا ومفكرا "ليفتي" فيما يجهل ويريد أن يعلم الأدباء كيف يكتبون شعرا وقصة ورواية!! علي الرغم من أن أيا من هؤلاء الأدباء ومنهم من هو ضليع باللغة والدراسات الإسلامية لم يزحزح هؤلاء الأدعياء. عن موقعه الذي يدر عليه الملايين في القنوات الفضائية ليجلس مكانه!! الأدباء الذين التقوا في جلسة ساخنة حول المثقفين ودورهم في الثورة ومستقبل الفكر والإبداع في ظل استشراء التيارات المتطرفة أكدوا أن دور المثقفين في الثورة كان غالبا دورا ورقيا!! أي أنهم انتجوا قصصا و.دواوين ومسرحا وروايات تحض علي الثورة والتمرد طوال ربع القرن الأخير وكانوا منحازين في كتاباتهم للشعب المقهور ضد السلطة القاهرة لكن علي المستوي الحركي والمشاركة الفاعلة في العمل الثوري ابتداء من 25 يناير كان دورهم خافتا وصوتهم مكتوما وعملوا فرادي لا بشكل جماعي لأن النقابات التي يستظل بها هؤلاء المثقفون كاتحاد الكتاب ونقابة الممثلين والموسيقيين والسينمائيين كان يقودها اتباع النظام الساقط كنقباء وبالتالي عطلوا مسيرة المشاركة الجماعية للمثقفين ككيان موحد فخلت الساحة للتيارات الجاهلة والمتطرفة والوهابية الدخيلة علي طبيعة شعب مصر وسماحته ووسطيته. الندوة عقدت بإشراف حمدي سليمان مدير عام ثقافة الإسماعيلية ونظمها صلاح نعمان مدير قصر الثقافة وأدارها فتحي نجم رئيس نادي الأدب وكان ضيوفها نبيل أبوالسعود ود.عمر محفوظ وشوقي عبدالوهاب بحضور عشرات من مبدعي الإسماعيلية ونقادها منهم سيد سيف وعبدالنبي شلتوت وجمال حراجي ومصطفي صوار وغريب موسي ود.سالي الشربيني وشادية الملاح وشعبان التوني وخالد صالح وأحمد عليوة ووفاء عبدالرحمن وسمير بدراوي وسمير الحجاوي ومحمد عبدالمعطي وعمرو حسن ومحمد بدوي وسيد سعد ومحمود سليم ومحمد إبراهيم محروس وأحمد خليفة وأحمد نجم ومحسن نجم وأحمد غانم.. وقد ألقوا نماذج من إبداعهم الشعري والنثري.. ثم تحدثوا عن المثقفين والثورة والدور المنتظر منهم في الوقت الراهن والفترة القادمة. د.عمر محفوظ: ليس لنا أن ننسي بعض الأعمال والتجمعات الثقافية الثورية قبل الثورة والتي شاركت في التمهيد لها ومنها جماعة الجيل الجديد التي أخذت موقفا معارضا للسلطة علي مدي 25 عاما قدمت خلالها أعدادا كبيرة من الأدباء الوطنيين ومن الأعمال الثورية شعرا ومسرحا وقصة ورواية وبعد الثورة كانت الجيل الجديد نفسها نواة لحزب المساواة أحد الأحزاب الثورية التي ولدت في ميدان التحرير فور تنحي الديكتاتور.. وهذا وجه مضيء من وجوه الأنشطة الثقافية ينبغي ألا تغفله في مواجهة الآخرين المدجنين والانتهازيين من مثقفي السلطة!! * حمدي سليمان: علي كل مواطن بعد الثورة أن يعبر عن انتماء ما بشكل واضح كمؤشر للإيجابية ونفض السلبية التي كنا نغرق فيها قبل الثورة.. لابد أن ننتقل إلي حالة الوعي السياسي والكامل بحاضر الوطن ومستقبله والمشاركة في العمل السياسي والانتماء للأحزاب الثورية.. وقد قدمنا برنامجا واسعا في مجال التوعية السياسية قبيل الانتخابات من خلال فرع الثقافة وقصوره المختلفة بمحافظة الإسماعيلية. * عبدالنبي شلتوت: أؤكد علي ما قاله حمدي سليمان من حركية قصر الثقافة هنا ونشاطه في الفترة الأخيرة بجهده هو وصلاح نعمان مدير القصر.. وهذا اللقاء نفسه جزء من هذا الدور الحيوي للكيانات الثقافية الرسمية التي ظلت عقودا تتحرك بعيدا عن الشعب وتأييدا للنظام الفاسد وتدجينا للمثقفين ومن يستعصي علي التدجين منهم يتم استبعاده وربما كان هذا سببا من أسباب سلبية المثقفين الذين تحاول الآن إخراجهم منها من خلال حزب المساواة الذي يضم أكبر نسبة من مثقفي مصر ويملك كذلك منفردا بابا كاملا للثقافة القومية في برنامجه وهو ما لم يتحقق في أحزاب أخري نأمل أن تلتفت إلي الثقافة كعماد للحفاظ علي هوية هذا الوطن ومستقبله. * الفنان التشكيلي سيد سيف: نتمني كسر المركزية التي عانينا منها كثيرا.. فهنا في الإسماعيلية نخبة من المبدعين التشكيليين الممتازين الذين لا ينقصهم إلا التفات الإعلام إليهم لتلمع تجاربهم فالسلبية ليست من قبل المبدعين فقط بل يشارك الإعلام بدور كبير فيها وكان يحاضر كل منهم من لا يقف مع السلطة الغاشمة. * القبطان محسن نجم: نسلم بشكل مطلق بدور الشباب سواء أكان مثقفا أو من البسطاء في ثورة 25 يناير لكن كجيل سابق عليهم. نشير إلي أن لنا نصيبا أيضا من الوطنية ونحن من الأجيال التي عاصرت عبدالناصر وشاركت في بناء تجربته القومية والتحديثية.. ومازلنا نؤدي دورنا كمواطنين ومثقفين وحتي في المجالات التي نتخصص فيها فأنا مثلا اخترعت جهازا جديدا في مجال العمل البحري وأخذت عليه براءة اختراع وسوف يفيد كثيرا إذا طبق ونفذ. * مصطفي صوار: ينبغي ألا نتحامل علي المثقفين فالثورة خرجت من رحم الثقافة وكان شعارها بيت الشعر: "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر" لأبي القاسم الشابي والسؤال الذي يطرحة نفسه: أين دور المثقف الآن في إدارة وتثبيت العملية الديمقراطية حتي لا تترك في أيدي المتطرفين والدخلاء علينا بمفاهيم شديدة التخلف والرجعية؟! علينا أن نبادر بالانضواء تحت كيانات ثورية حزبية تتبني مطالب الثورة ولا تسعي للمصالح الذاتية. * أحمد نجم: نحن في مرحلة "أمية حزبية" ومن لم يشارك في أي حزب جديد أو قائم فهو يعاني من هذه الأمية!! وسوف ينعزل ويفقد تأثيره.. فلا وجود الآن ومستقبلا إلا للكيانات الجماعية. * صلاح نعمان: هناك مؤشرات خطيرة فمازالت بعض الأحزاب الكرتونية موجودة وتري الآن ميلاد "حزب وطني جديد" وإن كان يحمل اسما آخر!! وهو يعمل ويسير بآلية الحزب المنحل.. والسؤال الذي يشغل المبدع الآن وخاصة في منطقة القناة هو أننا كنا نكتب من قبل النص المقاوم للفساد والاستعمار والصهاينة.. فما هو النص الجديد الذي سنكتبه بعد الثورة؟! * وفاء عبدالرحمن: الثورة لم تكتمل.. ورأيت في الانتخابات الأخيرة من الفساد ما كنت أراه في انتخابات ما قبل الثورة!! إلي درجة أن أحد المنتمين للتيارات الدينية عرض علي مائة جنيه لانتخب قائمته فعدت إلي بيتي ورفضت الإدلاء بصوتي!! * شادية الملاح: كنا نحتاج إلي ثورة ثقافية قبل ثورة 25 يناير.. لأن ثمار الثورة وقعت في يد من لم يقودها بسبب المواطن البسيط الذي يحتاج إلي كيلو السكر والأرز ويسهل احتواؤه والسيطرة علي رأيه!! والنتيجة كانت واضحة في الانتخابات!!