** المناطق الأثرية بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة مازالت تعاني الإهمال وتعدي مافيا البناء المخالف علي حرم المساجد الأثرية. وقد وصل الأمر الي حجب الرؤية عن المآذن الأثرية والمباني التاريخية خاصة ان الأبراج المخالفة وصل ارتفاعها الي عشرة طوابق بالمخالفة لقوانين البناء في المناطق الأثرية فالمجلس الأعلي للآثار لايعطي ترخيص بناء في المناطق الأثرية إلا بطابقين فقط. منظمة اليونسكو هددت بحجب القاهرة من قائمة التراث العالمي بسبب تعدد حالات سرقة الآثار والتعدي بالبناء في حرم المناطق الأثرية وقد أثارت زيارة الدكتور جلال مصطفي السعيد محافظ القاهرة لمنطقة الدرب الأحمر اهتمام المسئولين بوزارة الآثار خاصة أن المحافظ قرر إزالة كل العقارات المخالفة التي تهدد المنطقة الأثرية وتخفي المعالم الأثرية للقاهرة التاريخية بأدوارها الشاهقة. "المساء" قامت بجولة بمنطقة الدرب الأحمر لرصد صور المخالفات والتعديات في حرم المنطقة الأثرية والقطع الأثرية التي سرقت والمساجد التي تهددها المياه الجوفية. شرطة متخصصة أكد خبراء الآثار أن حماية الأثار لابد ان تتم عن طريق استحداث شرطة متخصصة لحماية المساجد الآثرية علي مدار 24 ساعة مع ضرورة تركيب كاميرات مراقبة حديثة داخل المناطق الأثرية وخارجها لرصد تحركات لصوص الآثار والغرباء مع ضرورة فض الاشتباك بين وزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للآثار لأن عهدة المساجد الآثرية تخضع للأوقاف وتأمين المناطق مسئولية الأوقاف. أما الاشراف علي القطع الأثرية فمسئولية وزارة الأثار مما يؤدي لضياع المسئولية واستمرار مسلسل سرقة الآثار الاسلامية وحفظ محاضر السرقة تحت اسم الفاعل مجهول. يوضح عماد عثمان مدير عام الشئون الأثرية بمنطقة آثار الدرب الأحمر ان سرقة الآثار ترجع لضعف التأمين وبعد ثورة 25 يناير ثم سرقة عشرات المساجد وقيدت المحاضر ضد مجهول وقائمة الأثار الاسلامية المسروقة تشمل جامع المرداني بشارع البتان بالدرب الأحمر حيث اختفت جميع الحشوات والاطباق النجمية بالمنبر ومسجد قجماس الاسحاقي الشهير باسم ابوحريبه ومسجد جاني بك الاشراقي بمنطقة المغربلين حيث نهب اللصوص السماعات ومطارق الأبواب الأثرية وبعض الحشوات بالمنبر والكتبية الأثرية. ومسجد جانم البهلوان بالمغربلين بمنطقة الدرب الأحمر حيث سرقت جميع حشوات وزخارف الاطباق النجمية المكونة للمنبر وكرسي المصحف وتم العثور علي أجزاء من الآثار المسروقة تباع في الدانمارك ولجنة استرداد الآثار تبذل جهود كبيرة لاحضارها. كما تعرض مسجد المؤيد شيخ بالدرب الأحمر بجوار باب زويلة للسرقة أيضا وكذا مسجد الغوري بالدرب الأحمر ومسجد أحمد المهمندار بشارع التبانة. يوضح جمال مصطفي مدير عام منطقة أثار السلطان حسن والرفاعي ان تصريحات منظمة اليونسكو بحجب مدينة القاهرة من قائمة التراث العالمي تمثل ضغطا علي الحكومة المصرية لحماية الآثار الاسلامية من التعديات لذلك لابد من سن تشريعات لتكون المناطق الأثرية طاردة وليست جاذبة للسكان والمناطق التي بها أثار اسلامية تعاني من مجموعة مشاكل مثل منطقة شارع باب الوزير وسوق السلاح ومسجد أحمد بن طولون ومنطقة شارع السيوفيه التي تهددها المياه الجوفية. يشير جمال مصطفي إلي أن منطقة السلطان حسن والرفاعي لم تشهد عمليات سرقة ويحرس المنطقة 6 أفراد أمن وتوجد 8 كاميرات سرية تتابع كل ما يجري داخل المنطقة الآثرية. كاميرات مراقبة يضيف جمال مصطفي : هناك إجراءات لابد أن تتخذها الدولة لحماية الآثار الاسلامية أولها زيادة الوعي الأثري وتثقيف سكان المناطق الأثرية بالقاهرة وطلبة المدارس مع الاهتمام بالتأمين البشري والالكتروني ووضع كاميرات حديثة للمراقبة وأجهزة إنذار في كل مكان واصدار تعديل تشريعي لحماية الآثار وتشديد العقوبة وفض الاشتباك بين المؤسسات الحكومية لان وزارة الأثار لا تملك أي شيء من الآثار الاسلامية لانها ملك وزارة الاوقاف ومهمة الآثار فقط الاشراف عليها وحمايتها من التلف ولابد من إصدار قانون لحماية الآثار وصيانتها ويكفي أن هناك 300 مسجد أثري بالقاهرة معرض للانهيار بسبب المياه الجوفية ومخالفات المباني والتعدي علي حرم المناطق الأثرية. يؤكد الدكتور محمد عبدالرحمن فهمي مدير عام متحف الفن الاسلامي سابقا وأستاذ المعهد العالي للسياحة والفنادق بالاقصر أن منطقة الدرب الأحمر تعيش علي كنوز من الأثار وكلها معرضة للسرقة والضياع بسبب مافيا سرقة الآثار خاصة اللصوص المحترفين الذين يدركون قيمتها ولابد من توعية الأثريين بقيمة كل قطعة أثرية وكيفية تسجيلها والتنسيق مع أهالي المنطقة بعد أن تطورت عمليات السرقة حيث يستعين اللصوص بنجار محترف لسرقة الحشوات من المنابر ولابد من نشر الوعي الثقافي بأهمية الحفاظ علي الآثار لانها ميراث لايقدر بمال للأجيال القادمة. تشديد العقوبة تؤكد زينب طايع مدير عام البحث العلمي والتوثيق الأثري بقطاع الآثار الاسلامية والقبطية ان سرقة الآثار قضية أمن قومي وجريمة تتساوي مع جرائم التجسس ولابد ان تصل عقوبتها للمؤبد والاعدام لان اللصوص يسرقون تاريخ بلد بالكامل والآثار صناعة تحتاج جهود للنهوض بها ولتنميتها والمناطق الأثرية منظومة اقتصادية وليست سياحية ثقافية فقط ونحتاج تسويقاً فنياً ومتحفيا لكل المناطق الأثرية في مصر حتي تعود صناعة السياحة لسابق عهدها. تضيف زينب طايع حتي نحمي الآثار الاسلامية بمنطقة الدرب الأحمر لابد من فض الاشتباك بين وزارة الاوقاف ووزارة الآثار لان عهدة المساجد الأثرية مسئولية الآثار أما تأمين المساجد مسئولية وزارة الأوقاف بالاضافة الي عدم تواجد قوات من الداخلية بصفة مستمرة لتأمين المساجد مما يؤدي لسهولة سرقتها خاصة ما بين صلاة العشاء وحتي صلاة الفجر في ظل غياب رقابة وزارة الأوقاف بالاضافة الي عدم وجود مفتش الآثار ليلاً في المساجد الأثرية وكل هذه الاسباب تساعد المافيا علي تنفيذ خططهم لبيع تاريخ مصر في الخارج.