في تطور يدل على عدم مبالاة الحكومة بآثار مصر الإسلامية، شهدت عدة مساجد أثرية بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة سلسلة سرقات استهدفت منابر وشبابيك ولوحات ثمينة، وذلك في الوقت الذي تيادلت فيه وزارة الأوقاف وهيئة الآثار المسئولية عما حدث، ورجح خبراء أن تكون عصابات منظمة ذات ارتباطات دولية وراء السرقات. وذكرت صحيفة "المصري اليوم" أن أولي السرقات تعرض لها مسجد "الطنبغة المرداني" الذي يرجع تاريخه إلي القرن ال14، وسرق منه اللصوص المنبر المكون من حشوات نجمية مطعمة بالنحاس والعاج. وتكرر السيناريو في مسجد "جانم البهلوان" الذي يرجع إلي القرن ال15، وسرق المنبر بكامله، واكتشف حارسه أن اللصوص نقلوه كاملا ثم أوصدوا بابه من الداخل!! وأحبط أهالي المنطقة سرقة شباك نحاسي معشق بالأرابيسك من سبيل "رقية دودو"، وتحفظت هيئة الآثار علي الشباك، ووضعت مكانه طوبا أحمر، شوه منظر الأثر النادر، كما سرق لصوص محترفون لوحة رخامية ثمينة من "جامع النور" تسجل وصفا لظهور النبي الكريم داخل محراب المسجد، ويرجع تاريخه إلي القرن ال15. وقالت مصادر في المجلس الأعلى للآثار أن المساجد المسروقة تابعة للأوقاف، وهو ما يتناقض مع تصريحات عبدالخالق مختار، مدير مناطق آثار جنوبالقاهرة، الذي قال إن هذه المساجد تابعة أثريا وفنيا للآثار، وإنه أكد في الوقت نفسه أن المساجد الخاضعة لحراسة مشتركة، تنتهي نوبة الآثار عليها في الرابعة عصرا وتؤول بعد ذلك للأوقاف. وردت وزارة الأوقاف علي اتهامات "الآثار" بتأكيدها علي لسان الشيخ كمال عبدالناصر، مدير أوقاف القاهرة، أن القانون واضح، فالآثار هي المسؤولة عن أي موضع أثري في مصر.