الفلسطينيون يناشدون مصر التدخل بقوة لوقف العدوان

ناشد سياسيون فلسطينيون مصر وعلي رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة. خاصة بعد غارة الليلة الماضية علي حديقة مخيم الشاطيء والتي راح ضحيتها العشرات من بينهم عشرة أطفال علي الأقل كانوا يلهون في الحديقة في أول أيام عيد الفطر المبارك. وحث هؤلاء السياسيون في تصريحات لتلفزيون فلسطين الرسمي مصر التي وصفوها ب"كبيرة المنطقة" علي استخدام ثقلها الإقليمي والدولي لوضع حد لهذه المجازر الاسرائيلية التي ترتكب بحق أهل قطاع غزة. كما طالب السياسيون الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال رسالة قوية لإسرائيل لحقن دماء الأطفال والنساء والمدنيين.
وقد قررت السلطات المصرية تمديد العمل بمعبر رفح البري لاستقبال الجرحي ومصابي العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزه خلال أيام عطله عيد الفطر المبارك وادخال المساعدات المصرية والعربية الي قطاع غزه وتنقل العالقين بين الجانبين.
أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند عن دعمهم لجهود الحكومة المصرية للتوصل الي وقف لاطلاق النار وانهاء الحرب في غزة بين اسرائيل وحماس.
ذكرت رئاسة الوزراء البريطانية أن ذلك جاء في اتصال هاتفي مشترك جمع كاميرون بالقادة. بجانب رئيس الوزراء الايطالي ماثيو رينزي. وناقش الزعماء الوضع المتدهور في إسرائيل وقطاع غزة. واتفقوا علي الحاجة الملحة لوقف اطلاق النار الدائم في غزة وإسرائيل. ودعم جهود الحكومة المصرية لتحقيق ذلك. وأشاروا إلي أن القتال لن يؤدي إلي السلام أو الأمن الدائمين للإسرائيليين أو الفلسطينيين سواء.
شن جيش الاحتلال الاسرائيلي الليلة الماضية سلسلة هجمات عنيفة ومكثفة بالمدفعية والطائرات والبوارج الحربية علي قطاع غزة مما أدي إلي سقوط عدد من الجرحي بحسب مصادر فلسطينية. وأدي القصف المدفعي والجوي الي وقوع عدة انفجارات شرق وجنوب مدينة غزة وتدمير عدد من المنازل في انحاء متفرقة بالقطاع.
ضحايا العداون الإسرائيلي لم يقفوا عند رقم. إذ أن عدد الفلسطينين الذين استشهدوا الليلة الماضية. أو تم العثور علي جثامينهم متحللة تحت أنقاض المنازل التي دمرها القصف الإسرائيلي. وصل إلي ما يزيد عن 54 شهيداً. ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي علي غزة إلي نحو 1098 شهيدا وحوالي 6370 جريحا. وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد ضحايا العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة علي قطاع غزة قتلت 251 طفلا و94 سيدة و50 مسنا ونحو 6470 جريحا منهم 1980 طفلا و1175 سيدة و259 مسنا.
العدوان الاسرائيلي استنكرته بشدة حركة المقاومة الاسلامية "حماس" ..وقال الناطق باسم حماس سامي أبو زهري: "مجزرة اطفال مخيم الشاطيء جريمة حرب تمثل تحديا واستفزازا لمشاعر المسلمين في العيد وهي نتيجة لصمت المجتمع الدولي". وأكد أبو زهري أن "هذه الجريمة لن تكسر إرادتنا والإحتلال سيدفع الثمن".
ميدانياً. أعلنت كتائب القسام. الجناح العسكري لحركة "حماس" مسئوليتها عن مقتل 10 جنود إسرائيليين في عملية نوعية شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. قالت كتائب القسام. أنها "نفذت عملية بطولية خلف خطوط العدو شرق الشجاعية. وأكدت مقتل أكثر من 10 جنود. وعودة جميع مجاهديها إلي قواعدهم بسلام".
كما أعلنت الكتائب مسئوليتها عن قصف عدد من المواقع الاسرائيلية المحيطة بغزة رداً علي المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الاطفال في مخيم الشاطيء. حيث قصفت مدينة اسدود "شمال القطاع" بثلاثة صواريخ جراد ومستوطنة "اوفكيم" بأربعة صواريخ جراد "في رد أولي علي مجازر الاحتلال الجبان بحق الأطفال والمدنيين".
بدورها قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي "العدو سيدفع ثمنا باهظا علي مجازره العدوانية التي تستهدف أطفال غزة". وأشارت إلي أنها قصفت مستوطنة "ريعيم" شرق غزة بصاروخين من طراز 107. كما قصفت تجمعا للآليات العسكرية في القرية البدوية شمال بلدة بيت لاهيا شمال القطاع بثلاث قذائف هاون.
أكد الجيش الإسرائيلي سقوط خمسة من جنوده قتلي في قطاع غزة وعلي حدوده الليلة الماضية.قال الجيش إن أحد القتلي سقط في قتال دار في القطاع فيما قتل اربعة في قصف بالهاونات علي حدود غزة. وبذالك يرتفع عدد قتلي الجيش الإسرائيلي منذ انطلاق العملية العسكرية الجارية إلي 48.
جاءت الغارتين الإسرائيلتين بعد نداء جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وجهه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة. وقال بانكي مون. إن العقبة الرئيسية التي تقف حائلا دون وضع حد للقتال الدائر في قطاع غزة بين اسرائيل وحركة حماس هو غياب الإرادة السياسية لدي الطرفين. وطالب بضرورة محاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ربما يكون قد ارتكبها أي طرف. وقال "باسم الانسانية. يجب وضع حد للعنف".
كانت حماس قد رفضت في البداية الهدنة الإنسانية لمدة أربع وعشرين ساعة. إلا أنها عادت وقبلتها. وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي ابوزهري ان قبول الحركة جاء بعد توافق بين اطياف المقاومة في قطاع غزة بسبب اوضاع الشعب الفلسطيني واجواء عيد الفطر.
قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو. إن علي إسرائيل الاستعداد لحرب طويلة الأمد في قطاع غزة. مطيحا بذلك بالآمال المعقودة علي التوصل إلي اتفاق مبكر لوقف اطلاق النار. وأقر نتنياهو بأن بلاده تواجه أياماً صعبة تحتاج إصرارا وعزيمة.. وقال نتنياهو إن الحملة الحالية لن تتوقف حتي تدمير الأنفاق التي حفرها المسلحون الفلسطينيون من داخل القطاع. وشدد علي أن نزع سلاح الفصائل الفلسطينية الموجودة في غزة يجب أن يكون جزءاً من أي حل للنزاع. وهو مطلب ورد أيضا في وقت سابق علي لسان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
كما انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بيان مجلس الأمن قائلا إنه يلبي احتياجات نشطاء حركة حماس في حين يتجاهل أمن إسرائيل.
وتعرض مجمع مستشفي الشفاء في قطاع غزة لغارة جوية إسرائيلية. حسبما قالت مصادر فلسطينية. وأشارت التقارير إلي وقوع قتلي ومصابين. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في المكان إن صاروخا إسرائيليا ضرب مبني داخل المجمع.ولكن اسرائيل نفت ان يكون جيشها مسئولا عن الغارة. وقالت إن صاروخا لحماس انفجر عن طريق الخطأ فاوقع الخسائر. وقالت اسرائيل ايضا إن انفجارا آخر ضرب متنزه في مخيم الشاطئ كان هو الآخر نتيجة انفجار صاروخ كانت تعده حماس للاطلاق.
في السياق اعتبر الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية أن بيان مجلس الأمن الدولي بشأن قطاع غزة "وصمة عار علي جبين الإنسانية". وقال "إن علي المجتمع الدولي البحث في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي".. ووصف عريقات ما تقوم به إسرائيل في غزة بأنه "جرائم حرب". داعيا في الوقت ذاته إلي عقد مؤتمر للمانحين لإعادة إعمار القطاع.
وأكد عريقات. "أن حجم الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة يفوق الدمار الذي تعرضت له برلين خلال الحرب العالمية الثانية".