بالدموع والبكاء ووسط حالة من الحزن والغضب الشديد ودعت محافظة سوهاج أبناءها الخمسة من جنود حرس الحدود ضحايا العمل الإرهابي الأسود بواحة الفرافرة بالوادي الجديد. تحولت المحافظة إلي سرادق عزاء كبير لفقدان 5 من خيرة شبابها. وكأن سوهاج علي موعد مع الأحزان. فبالأمس القريب ودعت شهداءها في حادث مسطرد وأمس كان الموعد مع أحزان جديدة بعد أن اغتالت رصاصات الغدر والخيانة جنود حرس الحدود ليعتصر الألم القلوب وتدمع العيون في ليلة بكت فيها كل سوهاج وهي تودع أبناءها إلي مثواهم الأخير. "المساء" رصدت وداع الشهداء.. ففي مدينة طما اختلطت دموع أهالي قرية كوم اشقاو مع بكاء أسرة المجند الشهيد أحمد محمد عبدالحميد وهم يلقون عليه نظرة الوداع قبل أن يواري جسده الطاهر الثري حيث احتشد الآلاف من أهالي قريته والقري المجاورة وهم يرددون "لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله". وتلقي والد الشهيد خبر استشهاده بالدموع قائلاً: ابني أحمد أكبر أشقائه الخمسة فعبدالحميد حاصل علي دبلوم صنايع وإيمان حاصلة علي كلية الآداب وسارة في الصف الثاني الثانوي وأسماء بالصف الرابع الابتدائي. مشيراً إلي أن ابنه خلوق ومهذب وكان محبوباً من الجميع وأنه كان ينوي السفر بعد أن ينتهي من أداء خدمته العسكرية لأنه يحب الاعتماد علي نفسه. بينما أصيبت والدة الشهيد بصدمة بعد سماع خبر استشهاده وعجزت عن الكلام وأصيبت بحالة من الإغماء غير مصدقة أنها لن تري ابنها الأكبر.. وظلت سارة 10 سنوات شقيقة الشهيد تبكي وتقول نفسي أشوف أخويا أحمد حبيبي عشان يلعب معايا. أحد جيران الشهيد يدعي إبراهيم قال: الإجازة الماضية تبرع الشهيد بدمه لأحد أبناء القرية مشيراً إلي أنه كان لا يألو جهداً في مساعدة أي شخص أياً كان.. وطالب أهالي القرية بالقصاص لهؤلاء الشهداء وكشف هوية المجرمين. في مشهد مهيب ودعت قرية الطوايل الشرقية بمركز ساقلتة المجند أحمد عبدالحميد هاشم حيث توجه جثمانه الطاهر من مسجد القرية إلي مثواه الأخير. وتعالت أصوات الصراخ والعويل في منزل الشهيد وأقامت أسرته سرادقاً كبيراً لتقبل العزاء.. وبقلب يعتصره الألم علي فقدان ابنه الشهيد قال عبدالحميد هاشم موجه بالأزهر: منهم لله القتلة المجرمين قتلوا ابني أحمد وهو يؤدي واجبه علي الحدود فابني حاصل علي بكالوريوس تجارة جامعة الأزهر.. يعرف الله حق المعرفة لم ينطق في حياته بكلمة سوء في حق أحد. يحب أشقاءه محمد وحاتم وحسام ودائماً يساعدهم في كل شيء وفي الإجازة التي يحصل عليها كان يشعرنا بجو البهجة والفرحة التي تملأ بيتنا. أما أشقاؤه الذين انتابتهم حالة من البكاء الهستيري فقالوا: لقد فقدنا أحلي ما في حياتنا فأحمد كان حلو اللسان ولن يهدأ لنا بال إلا بالقصاص العادل من هؤلاء المجرمين. قال السيد حمدان أحد جيران الشهيد إن أحمد دمث الخلق يحبه الصغير والكبير وكان فخوراً بأنه ضمن أفراد القوات المسلحة وكان يردد "أنا جندي علي الحدود" لكن يد الإرهاب اغتالت فرحته وسعادته. وظل يبكي بحرقة قائلاً: فقدت أعز الأصدقاء.. كان نعم الصديق ومش مصدق أني لن أراه مرة أخري.. ملعون الإرهاب والإرهابيين. في مدينة طهطا نزل الخبر علي أسرة المجند طبيب شهيد مينا رسمي شاكر رشيد من مواليد مركز طهطا بمحافظة سوهاج كالصاعقة خاصة أنه الابن الأكبر للأسرة التي فقدت الأب منذ سبع سنوات حيث كانت الصدمة شديدة علي والدته مفتشة التموين التي لم تصدق أنها فقدت الابن الأكبر الطبيب الحاصل علي بكالوريوس طب والذي كان ينوي فتح عيادة يعالج فيها المرضي وهذا كان حلمه لكن يد الإرهاب اغتالت حلمه بينما شقيقاه لم يستطيعا الكلام خاصة أن الشهيد كان حلم الأسرة الصغيرة ولكن الحلم أصبح سراباً والسبب الإرهاب الأسود. في قرية النغاميش بدار السلام كانت المصيبة كبيرة فالشهيد محمد عبدالنعيم فهيم عبدالمطلب من خيرة شباب قرية النغاميش. ومعروف عنه الأخلاق الحميدة والأدب الجم مع أهل قريته.. هكذا وصفه عمدة قريته محمد عبدالمطلب وقد اكتست القرية بالسواد وعم الحزن ارجاءها حزناً علي الشهيد. يقول ناصر عبدالنعيم شقيق الشهيد إن محمد حاصل علي ليسانس الحقوق العام الماضي. والتحق بالخدمة العسكرية وأنه في أول أيام رمضان كان معهم وكان سعيد بتلك الإجازة خاصة أنه تكلم معهم علي نيته في إتمام زفافه عقب انتهائه من أداء الخدمة العسكرية لكن أثناء وداعه بكي بحرقة وكأنه الوداع الأخير.. وأضاف "حسبي الله ونعم الوكيل".. كنا نخطط لزواجه لكنه تم زفافه إلي الجنة بإذن الله.