اتشحت محافظة قنا بالسواد حزنا علي إستشهاد اثنين من أبنائها في الحادث الإرهابي الذي استهدف إحدي نقاط حرس الحدود بالقرب من واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد هما المجند محمود سلامة محمود عبدالعال ابن نجع الغابات بقرية الزوايد بمركز نقادة والشهيد أندرو ألبير نادر إسحق المقيم بشارع المخبز الآلي بمدينة قنا. شهد نجع الغابات مسقط رأس الشهيد محمود سلامة محمود عبدالعال حالة من الحزن الشديد بعد سماع نبأ استشهاده حيث اجمع أهالي القرية أن الشهيد كان دمث الخلق يحبه الكبير والصغير لحسن خلقه وأدبه في التعامل مع الجميع. قالت والدة الشهيد محمود سلامة وهي تبكي بكاءً شديدا وصوتها يكاد يختنق من الحسرة والحزن ان ابنها لأول مرة مند التحاقه بالقوات المسلحة يبكي وهو يودعها قبل سفره في آخر اجازة له وقالت: قلبه كان حاسس أنه مش راجع تاني.. وظلت تردد "حسبي الله ونعم الوكيل في اللي قتلوك يا ولدي" و"هاتولي ولدي.. أنا عايزة ولدي". وقالت محمد حسين أحد أقارب الشهيد أن الشهيد أصغر أشقائه والتحق بالخدمة في القوات المسلحة منذ خمسة أشهر بعد حصوله علي دبلوم فني وكان يعتزم السفر للكويت بعد قضاء الخدمة العسكرية ليعمل مع شقيقه الأكبر هناك حتي يستطيعا مساعدة والده في الانفاق علي الأسرة رقيقة الحال. مشيرا إلي أن والده يعمل حارسا بالقاهرة ولم يكن متواجدا وقت انتشار خبر استشهاد نجله وله أخ يعاني من إعاقة وأخت لم تتزوج بعد وحالتهم الاجتماعية متوسطة. طالب الدولة بالقصاص من الجناة المجرمين الذين قتلوا الأبرياء في نهار رمضان دون رحمة أو شفقة كما طالب بأن تقوم الدولة برعاية أسرة الشهيد رعاية كاملة وعلاج شقيقه لانه ضحي بروحه الطاهرة فداء لهذا الوطن. كما خيم الحزن علي شارع المخبز الآلي بمدينة قنا وتعالت صرخات الأهل والجيران بعد وصول نبأ استشهاد المجندي أندرو ألبير نادر اسحق "21 عاما" الحاصل علي دبلوم تجارة متقدمة نظام خمس سنوات. في مشهد رائع من مشاهد الوحدة الوطنية امتلا سرادق العزاء بالأهالي من المسلمين والمسيحيين سواء في سرادق الرجال أو السيدات. أكد والد الشهيد موظف بمحكمة استئناف قنا.. أن الشهيد حاصل علي دبلوم فني تجاري نظام 5 سنوات ودخل القوات المسلحة في شهر يناير الماضي وهو ابني الاكبر ومعي شقيقه الاصغر افرايم. قال ان الشهيد كان نعم الابن المطيع والبر بوالديه وكان يعمل اثناء الدراسة في مجال بيع الاقمشة وسمعته الطيبة في التجارة. أكد انه لايوجد شييء في الدنيا يعوضه عن ابنه ولكن ما يطلبه من الرئيس عبدالفتاح السيسي والقوات المسلحة الاخذ بثأر أبنائها وقيل هؤلاء الارهابين علي يد الجيش . أما شقيقه افرايم "14سنة" فالدموع لم تفارق عينيه وقال لا أصدق أنني لن أري شقيقي مرة أخري فقد كنا صديقين وكان الشهيد هو الذي ينصحني في كل أمور حياتي وكان بالفعل هو الاخ الاكبر الذي يتحمل اخطائي ويصلحها دون أن يتذمر أو يغضب ومنذ ذهابه للخدمة بالجيش في شهر يناير وكل مرة أعد الأيام حتي يأتي في اجازة ولكن هذه المرة لن يعود وسأعيش بقية حياتي وحيدا. والدة الشهيد التي تعمل موظفه بالشئون الاجتماعية لم تكف عن البكاء والصراخ بعد استشهاد ابنها الاكبر وأصيبت أكثر من مرة بحالة اغماء.. كما ظلت تصرخ: أبني راح خدوا مني البكري أول فرحة انتقم منهم يارب". أما ابانوب امجد "صديق الشهيد" فيؤكد أن آخر اجازة للشهيد انتهت يوم الاربعاء الماضي وكان متفائلا للغاية ويبحث عن فتاه ليتزوجها عقب انتهائه من الخدمة العسكرية وكان يؤكد لنا أن المدة التي قضاها في القوات المسلحة جعلت منه رجلا بمعني الكلمة يستطيع تحمل الصعاب. وأضاف: اتصل بي يوم الجمعة ولكن صوته لم يعجبني وتحدث مع كل من كان معي من الاصدقاء وطلب مني ابلاغ سلامه لبقية الاصدقاء الذين لم يكلمهم وكأنه كان يعلم انه لن يراهم مرة أخري. وأكد ثروت باسم "من جيران الشهيد" علي حسن اخلاقه وعلاقاته الطيبة مع الجميع من مسلمين ومسيحيين. من ناحية أخري أصدرت رابطة قبائل وأقباط قنا بياناً نعت فيه بمزيد من الأسي والحزن شهداء الوطن الذين راحوا ضحية الإرهاب الغاشم. وأكد محمد حسن العجل منسق عام الرابطة إن هذا الحادث يؤكد أن جميع ابناء الوطن من مسلمين ومسيحيين في خندق واحد. مشيراً إلي قيام الرابطة حفل تأبين للشهيدين من أبناء المحافظة . كما ادان اللواء عبدالحميد الهجان محافظ قنا الحادث الارهابي.. وأكد أن دماء الشهداء لن تضيع هباءً وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية قادرة علي القضاء علي البؤر الارهابية والقبض علي الجناة وتقديمهم للمحاكمة.