ماذا لو قبلت حركة حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار في غزة؟! بالتأكيد كانت ستجنب الفلسطينيين المزيد من أعمال القتل والدمار والتشريد.. فلنطرح السؤال بشكل آخر.. لماذا رفضت حماس تلك المبادرة؟! حماس تزعم أولاً أنها علمت بهذه المبادرة من خلال وسائل الإعلام في حين أن وزير الخارجية سامح شكري أكد خلال حفل الإفطار الذي أقامه لرؤساء تحرير الصحف المصرية أنه جري التشاور مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني عبر وسطاء من حماس قبل الإعلان رسمياً عن هذه المبادرة!! ثانياً.. حماس بدلاً من التشاور مع مصر حول بنود المبادرة وضعت شروطاً مسبقة لقبولها وذلك بإيعاز من التنظيم الدولي للإخوان الذي وجد في العدوان علي غزة فرصة سانحة لإحراج القيادة السياسية في مصر وإظهارها عاجزة عن مساعدة الفلسطينيين حيث اشترطت حماس وضع معبر رفح تحت الإشراف الدولي في محاولة لإقصاء مصر حتي عن مهامها السيادية في حماية حدودها وهو أمر مرفوض شكلاً ومضموناً فمن حق مصر السيطرة علي كامل أراضيها! المبادرة المصرية تنص علي أن تقوم إسرائيل بوقف جميع الأعمال العدائية علي قطاع غزة براً وبحراً وجواً وعدم تنفيذ أية عمليات اجتياح بري واستهداف المدنيين وفي المقابل تقوم كافة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بإيقاف جميع الأعمال العدائية من غزة تجاه إسرائيل جواً وبحراً وبراً و"تحت الأرض" مع التأكيد علي إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات علي الحدود واستهداف المدنيين. كما تنص المبادرة علي فتح المعابر وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع وأن باقي القضايا بما في ذلك موضوع الأمن يتم بحثها بين الطرفين بعد قبول المبادرة! حماس بكل أسف تتاجر بدماء الشهداء الفلسطينيين ولا يهمها في هذا الصدد سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء بقدر ما يهمها سوي تحقيق مكاسب تتماشي مع توجهها العقائدي وارتباطها وانتمائها للتنظيم الدولي للإخوان وهذا هو السر الحقيقي وراء رفض حماس للمبادرة المصرية بتشجيع من تركياوقطر لأنه لو كانت هذه الحركة يهمها الشعب الفلسطيني لقبلت علي الفور المبادرة المصرية حقنا لدماء الفلسطينيين! إسرائيل قبلت المبادرة المصرية والعالم كله أيد تلك المبادرة ورحب بها عدا حماس والتنظيم الدولي للإخوان التابعة له وهو ما يؤكد أن هذه الحركة تتخذ موقفاً متعنتاً تجاه المبادرة المصرية فقط لإحراج القاهرة وإظهارها في موقف الوسيط الضعيف والدليل علي ذلك ما قاله الناطق باسم حماس سامي أبوزهري بأن فكرة وقف القتال قبل تلبية جميع شروط حماس مرفوضة وهو ما يعني أن حماس لاترفض المبادرة بقدر ما تفرض شروطاً عليها!! لقد أعلنها وزير الخارجية سامح شكري صراحة حين اتهم محور حماس قطرتركيا بمحاولة إفشال الدور المصري الذي وصفه بحائط الصد ضد المخطط الهادف إلي تفتيت المنطقة لدويلات متناحرة مثلما يحدث في ليبيا وسوريا والعراق والسودان وهو ما يعني في النهاية بأن حماس مثلها مثل جماعة الإخوان في مصر انتماء كل منهما للتنظيم الدولي وليس للشعب!!