امرأة بسيطة تبحث عن رزق أسرتها في أي مكان تقطع مسافات طويلة ذهاباً وإياباً من البحيرة إلي سوق إمبابة لتبيع الفاكهة فبعد إصابة زوجها بورم خبيث بالمخ قررت النزول إلي سوق العمل للإنفاق علي أولادها وعمرها أربعون عاماً علي الرغم من انها تبدو أكبر من ذلك بفعل الزمن الذي رسم خطوطه علي ملامحها. اقتربنا منها قدمت لنا نفسها.. اسمها ابتسام عبدالحميد متزوجة تعمل بائعة فراولة بسوق امبابة منذ 6 سنوات.. تقوم بشراء الفراولة من أحد التجار ببلدتها مديرية التحرير وتأتي بها يومياً إلي القاهرة تبيع في اليوم حوالي 100 كيلو لتكسب حوالي 60 جنيهاً.. رحلتها تبدأ فجراً لحصول علي بضاعتها حتي الوصول إلي أقرب وسيلة مواصلات لتعود خاوية في آخر النهار. لديها أربعة أولاد.. الأول في السنة النهائية بكلية الصيدلة والثاني في السنة الأولي بكلية التجارة أما الثالث والرابع فهما توءم في الإعدادية. منذ 4 سنوات أصيب زوجها بالسرطان وكانت صدمة شعرت معها انها سوف تحمل علي عاتقها المسئولية والحمل الكبير بين مصاريف أولادها ومصاريف علاج زوجها وجلسات الكيماوي ولكنها تحمد الله في كل وقت وترضي بقضائه. تقول: أتعرض لبعض المضايقات في السوق حيث يفرض بعض التجار الكبار إتاوة 20 جنيهاً يومياً علي كل بائع خضر أو فاكهة صغير رغم انها لا تكسب سوي 60 جنيهاً في اليوم فالحصيلة التي تعود بها لأولادها لا تكفي احتياجاتهم.. ابنها الأكبر يعمل في محل ملابس ليساعدها في مصاريف إخوته. ضغوط الحياة وغلاء المعيشة ومصاريف العلاج الباهظة جعلت هذه السيدة في حالة حزن دائم. تحلم بمعاش لزوجها المريض لأنه كان يعمل باليومية وليس لديه معاش.. كما يحتاج إلي جراحة استئصال جزء من المعدة تتكلف مبلغاً ضخماً لا تستطيع تدبيره لذلك تأمل بقرار علاج علي نفقة الدولة لإجراء العملية.