في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور الدين بعض الاسئلة عرضناها علي الشيخ صبري عباده وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية وهو من العلماء الاجلاء المشهود لهم بامتلاك ناصية العلم والورع فأجاب بالآتي: * يسأل محمد علي ما فضل الصيام؟ يجيب الشيخ صبري عباده ورد في فضل الصيام عامة نصوص كثيرة منها حديث البخاري الصيام جنة رأي وقاية إذا كان أحدكم صائما فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائب أطيب عند الله من ريح المسك. يقول الله تعالي "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها". والرفث المذكور في الحديث هو الجماع أو الحديث فيما يتصل به أو هو الفحش في القول عامة وكذلك الجهل المذكور في الحديث المراد به هنا عدم ايذاء الغير بشتم أو غيره والخلوف تغير رائحة الفم بسبب الصوم والخلوف هو الرائحة نفسها وجاء في حديث رواه مسلم بعض أمور زائدة عن رواية البخاري وهي "لا يصخب" أي لا يرفع صوته بصياح بسبب معانته من العطش والجوع مثلا ومن الزائد قوله "للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه" ومن الوارد في فضل الصيام حديث رواه أحمد بسند صحيح "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي ربي يعني يا ربي منعته الطعام والشهوة بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان" ومنه حديث رواه الجماعة إلا أبا داود "لا يصوم عبد يوم في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا" وحديث رواه البخاري ومسلم "إن للجنة بابا يقال له الريان يقال يوم القيامة أين الصائمون فإذا دخل أخرهم أغلق ذلك الباب" والله أعلم. * يسأل عادل محمد من الذين يرخص لهم بالفطر وتجب عليهم الفدية؟ يجيب الشيخ صبري عباده يرخص الفطر للشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجي برؤه وأصحاب الأعمال الشاقة الذين لا يجدون وسيلة للرزق إلا هذه الوسيلة هؤلاء يرخص لهم الفطر إذا كان الصيام يجهدهم جميع السنة ويجب عليهم أن يطعموا عن كل مسكينا ولم يأت في السنة تقدير هذا الطعام وأقله ما يكفي وجبتين من متوسط هؤلاء المفطرين وليس من متوسط المساكين والدليل علي هذا الحكم قوله تعالي "وعلي الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" علي رأي ابن عباس في تفسير ذلك وقد روي البخاري عن عطاء أنه سمع ابن عباس يقرأ هذه الآية ويقول ليست منسوخة هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما ويطعما كل يوم مسكيناً وجاء قوله بعد ذلك ولا قضاء عليه في رواية الدارقطني والحاكم والمريض الذي لا يرجي برؤه ويجهده الصوم يقاس علي الشيخ الكبير وكذلك العمال المضطرون للعمل الشاق ولا يجدون غيره ومنهم المحكوم عليهم بالسجن والأشغال الشاقة المؤبدة إذا شق الصيام عليهم بالفعل وكانوا يملكون الفدية ومن الذين يرخص لهم الفطر المرأة الحامل والمرضع إذا خافتا علي أنفسهما أو علي أولادهما وعليهما الفدية دون القضاء علي رأي ابن عمر وابن عباس الذي قال لأم ولد له حبلي أنت بمنزلة الذي لا يطيقه فعليك الفدية ولا قضاء عليك رواه الدار قطني وروي مالك والبيهقي عن ابن عمر أنه قال مثل قول ابن عباس وهو الاكتفاء بالفدية دون القضاء لكن عند الاحناف لابد من القضاء ولا داعي للفدية وذلك للحبلي والمرضع أما الشافعي وأحمد فيقولان إن خافتا علي الولد فقط وافطرتا فعليهما القضاء والفدية وإن خافتا علي أنفسهما فقط أو علي أنفسهما وعلي ولدهما فعليهما القضاء لا غير وهذه الأقوال اجتهادية لا مانع من الأخذ بأي واحد منها والله أعلم. * يسأل محمد علي هل يجوز للمتوضئ في دورة المياه أن يستعيذ بالله من الشيطان؟ يجيب الشيخ صبري عباده من الأماكن التي يكره ذكر اسم الله فيها بل يكره الكلام مطلقا بيوت الخلاء المراحيض وإذا أراد الإنسان أن يتوضأ فليكن في مكان غير المرحاض وذلك خشية التعرض للنجاسة فإذا لم يجد غيره توضأ فيه وأخذ الحيطة حتي لا يتلوث بالنجاسة ومع الوضوء يكره له أن يذكر الله وإذا نوي الوضوء فالنية بالقلب لا باللسان والاستعاذة بالله لا تكون داخل المرحاض وإنما قبل دخوله كما كان النبي صلي الله عليه وسلم يفعل حيث كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث رواه البخاري ومسلم. وجاء فيپكتاب الأذكار للنووي ص 20 أن الذكر والكلام في بيوت الخلاء وعند قضاء الحاجة فيها مكروه إلا للضرورة حتي إذا عطس لا يحمد الله ولا يرد السلام ولايجيب المؤذن والكراهة تنزيهية لا تحريمية أي لا عقاب فيها. ومهما كانت دورات امياه الحديثة نظيفة ومجهزة بآلات طرد النجاسة فالأفضل عدم الوضوء فيها إذا وجد مكان آخر وكذلك يكره الكلام والذكر أيا كان. * ما حكم الدين في فيما يصر علي مخاصمة شقيقته ورفضه التوجه مع والديه لمصالحتها بحكم أننا في شهر رمضان. يجيب الشيخ صبري عباده أولا الصلح والعفو من شيم الكرام ومن الاخلاق التي دعي إليها الإسلام حيث قال ربنا الكريم خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين وقال صلي الله عليه وسلم إذا جاءك أخوك متنصلاً من ذنبه فاقبله وقال صلي الله عليه وسلم عن المتاخصمين خيرهما الذي يبدأ بالسلام فيجب علي السائل أن يبر أبيه وأمه في موافقتهما علي الصلح مع أخته وخصوصا إذا ما كانت في هذه الأيام المباركات التي تضاعف الأعمال الصالحة ويقدم دليلا عمليا علي أن الصيام قد أثر فيه وخصامه لشقيقه بمثابة قطيعه رحم وأن كانت المخالطة تؤدي إلي الاختلاف فيجب الوصل بالسلام حيث قال صلي الله عليه وسلم صلوهم ولو بالسلام.