مع توالي توديع المنتخبات الواحد تلو الاخر لمونديال البرازيل 2014 وبعد الوصول إلي المربع الذهبي الذي ينطلق غدا الثلاثاء واستقرار المنافسة علي اللقب بين الفرق الاربعة الكبار التي ضمتها التوقعات من البداية وقبل انطلاق البطولة باستثناء المنتخب الهولندي الذي يعد ظاهرة هذه البطولة بات الجميع يترقب الحائز علي لقب افضل لاعب هذا المونديال. ومع وجود منتخبات البرازيلوالارجنتينوهولندا والمأنيا في المربع الذهبي فالطبيعي ان يكون هناك لاعب علي الاقل من كل فريق ضمن ترشيحات افضل لاعب الذي سينال الكرة الذهبية ويدخل التاريخ الكروي من اوسع ابوابه. ولكن ومع الاعتذار لكل النجوم فالمؤكد ان الصراع سينحصر بين اثنين فقط من اللاعبين لا ثالث لهما وهما الساحر الارجنتيني ميسي والنجم الهولندي الذي سيتحول الي اسطورة كروية في بلاده حال تتويج الطواحين باللقب والذي يقدم اداء استثنائيا بكل المقاييس في البرازيل 2014 وهو اريين روبن اللاعب الاعسر حديث العالم في الوقت الحالي. وليس خافيا ابدا ان الكثير من الجماهير منحت تشجيعها وتعاطفها للفريق الهولندي بسبب هذا اللاعب الفذ الذي امتع الجماهير بالفعل في المونديال وكان عوضا عن العديد من النجوم الذين حضروا للمونديال جسديا ولكنهم لم يحضروا كرويا لعل في مقدمتهم كريستيانو رونالدو البرتغالي افضل لاعب في العالم. لماذا؟ ولكن لماذا تنحصر المنافسة بين ميسي وروبن فقط هناك العديد من الاسباب منها خروج البرازيلي الموهوب نيمار من سباق هذه الجائزة بعد الاصابة وانتهاء مشواره بالمونديال ولو استمر لكان منافسا قويا للثنائي بدون ادني شك. ومن خلال النتائج والاداء القوي في المباريات فان الهولندي روبن يتفوق علي ميسي وسيتأكد تتويجه بالكرة الذهبية حال تمكن الطاحونة من الاطاحة بالتانجو في مباراة الدور قبل النهائي والوصول إلي المباراة النهائية. والمتابع لاداء الفريق الهولندي يعلم تماما ان روبن هو محور اداء الطواحين ويقوم بتوظيف امكانياته الفنية من اجل خدمة الفريق ككل وبخلاف قدرته علي صناعة الاهداف فانه هو نفسه يتمتع بموهبة هز الشباك وهو سجل ثلاثة اهداف مثله مثل رأس حربة الفريق فان بيرسي رغم انه ليس مهاجما صريحا. من البداية واستطاع روبن منذ اول مباراة لفريقه امام اسبانيا والفوز التاريخي علي الماتادور ان يثبت انه سيكون احد اهم نجوم هذا المونديال واعاد للذكريات نجوم المونديال الافذاذ امثال بيكنباور وكمبس الارجنتيني وباولو روسي وماتيوس ورونالدو وبيبتو وزين الدين زيدان وغيرهم الذين كان لتألقهم مع منتخبات بلادهم الدور الاكبر في الوصول لمنصات التتويج في النهاية. لا يختلف اثنان علي ميسي ومهاراته وقدراته كلاعب متميز للغاية وهو للحقيقة أفضل فنيا كثيرا من المرتين السابقتين في مونديالي 2006 و2010 وله دور بارز وواضح ولكنه مازال مستواه بعيدا عن مستوي ميسي برشلونة الساحر القصير المكير ولكنه حتي الان يظل علامة فارقة في تحقيق التانجو لكل الانتصارات الاخيرة. وينتظر مع قيادة ميسي للتانجو الي الوصول للنهائي والتتويج باللقب ان يصاحبه ذلك اعلانه صاحب الكرة الذهبية وافضل لاعب في المونديال ليضيف بذلك انجازا جديدا إلي سجل انجازاته الملئ بالكثير والكثير. لذا فان مباراة هولندا مع الارجنتين بعد غد ستكون فارقة في تحديد الفائز بلقب الكرة الذهبية في البرازيل 2014 اما ميسي الارجنتيني أو روبن الهولندي ولا عزاء لباقي النجوم. ولكن لماذا استبعاد نجوم البرازيل وأيضا المانيا لان السامبا لم تقدم لاعبا حتي الان بحجم نيمار ولا يتوقع بزوغ نجم في مباراتين فقط المربع الذهبي والنهائي او تحديد المركزين الثالث والرابع. اما المنتخب الالماني وهو ملئ بالنجوم ايضا موللر ومسعود اوزيل وخضيرة ولام وتوني كروس وماريو جوتزة الا انه فريق يقوم اداءه النهائي علي الجماعية بين كل اللاعبين لذا ورغم تمتع كل هؤلاء بالموهبة الا ان جميعهم في النهاية يقوم بتوظيفها لصالح الاداء الجماعي بعيدا عن الفردية.