شاركت "المساء" ضباط المراقبة الجوية افطار اليوم السادس من شهر رمضان الكريم. علي مائدة "المساء" تحدثوا عن حساسية المهمة التي يقومون بها وهي تنظيم حركة الطائرات سواء علي أرض المطار أو في الفضاء الخارجي بما يمنع تصادمها والحفاظ علي الأرواح والطائرات والمنشآت. قالوا إن معظم حوادث الطيران تحدث في دائرة المطار سواء خلال الاقلاع أو الهبوط وأن الحوادث نادراً ما تحدث في طبقات الجو العليا. أشاروا الي أنهم مؤهلون للتعامل مع كافة الجنسيات وأنهم يتابعون ما بين 400 و450 رحلة جوية ما بين هبوط واقلاع علي الأراضي المصرية بخلاف 500 رحلة عابرة الأجواء المصرية. الكابتن سلامة السقا رئيس قطاع المراقبة الجوية قال إن مهمة المراقب الجوي هامة وحساسة وخطيرة ولا تحتمل الخطأ.. لأنه لا قدر الله أي خطأ يساوي كارثة جوية وضياع آلاف الأرواح لذلك لابد أن يكون مؤهلاً علمياً ونفسياً وصحياً لمواصلة المهمة التي تحتاج الي يقظة وتركيز لأبعد مدي حيث يبدأ عمله منذ بدء إدارة محركات الطائرة لبدء رحلة السفر ليبدأ التواصل بين المراقب والطيار الذي لا يستطيع التحرك إلا بتصريح من المراقب ضمن منظومة عمل متكاملة يتعدد فيها أدوار المراقبين ومتابعتهم لرحلة الطائرة منذ إدارة محركاتها في مطار القاهرة وحتي توقف محركاتها في رحلة الوصول للبلد المتجه إليها. قال إن هناك ثلاثة مهام للمراقب الجوي الأولي منع التصادم بين الطائرات في الجو أو خلال تحركها علي أرض المطار من خلال تحقيق الانفصال بينها ثانياً تنظيم تدفق الحركة الجوية سواء خلال الاقلاع أو الهبوط وثالثها تزويد الطيار بالمعلومات اللازمة له التي يحتاجها وتتعلق بالأرصاد الجوية وحالة الجو ودرجات الحرارة والرؤية وحركة الرياح والعواصف وما الي ذلك والهبوط خاصة أن معظم حوادث الطيران تحدث في دائرة المطار سواء خلال الاقلاع أو الهبوط وهو ما يتطلب يقظة وحذر في اتخاذ القرار السليم والسريع وأنه نادراً ما تحدث حوادث في طبقات الجو العليا. أضاف وطوال الرحلة يتعامل المراقب مع الطيار في المجال الجوي لابلاغه بالطرق الجوية والتعليمات لمنع التصادم بين الطائرات خاصة أن هناك طرقاً متقاطعة.. ويكون خط السير وفقاً لخريطة جوية عالمية يلتزم بها جميع الطيارين فمثلاً هناك نقاط للتحويل يقوم المراقب بابلاغها للطيار ليهتدي علي أثرها بشيء من التواصل والالتزام تفرضه حساسية المهمة علي الطرفين. قال الكابتن عمرو مختار رئيس إدارة السلامة الجوية إن عدد الرحلات التي يتابعها قطاع المراقبة الجوية يومياً ما بين 400 450 رحلة اقلاع وهبوط علي الأراضي المصرية بالإضافة الي 400 رحلة عابرة للمجال الجوي المصري أي نتابع ما يقرب من 800 تحرك يومياً ما بين هبوط واقلاع في مطار القاهرة ورحلات عابرة لمجالنا الجوي فضلاً عن اتصالاتنا ب 22 مطاراً داخلي داخل جمهورية مصر العربية. أضاف أن اللغة الإنجليزية هي لغة الطيران العالمية وان اختلفت اللكنات حيث لكنة الطيار الروسي تختلف عن الإنجليزي وبالخبرة والممارسة يعتاد ضابط المراقبة علي تفهم هذه اللكنات والتواصل مع الجميع خاصة وأن المراقب لابد أن يكون مؤهلاً للمستوي الرابع وفقاً لتعليمات المنظمة الدولية للطيران المدني "الايكاو". قال إن الطيار الإنجليزي أكثر الطيارين جدلاً واستفساراً ولا يكتفي بتلقي التعليمات من المراقب الجوي وهي سمة تميزه عن باقي الجنسيات. أضاف كابتن مجدي خليل نائب مدير برج المراقبة في حالات الطواريء إذا ما حدث عطلاً فنياً في الطائرة يتواصل المراقب مع الطيار لضمان الهبوط الآمن أما في حالة سوء الأحوال الجوية فالمراقب الجوي يقوم بإبلاغها للطيار حتي يكون علي علم بالظروف الجوية التي يخترقها ودائماً يلتزم الطيار بالتعليمات التي يوجهها له المراقب خاصة المعلومات الخاصة بالرؤية والعواصف والرياح والتغير المفاجيء للمناخ. قال كابتن محمد فهمي مدير برج المراقبة إن فريق العمل من المراقبين الجويين يعملون وفقاً لثلاثة ورديات من الثامنة صباحاً وحتي الثانية ظهراً ومن الثانية ظهراً حتي الثامنة مساءً ومن الثامنة مساءً حتي الثامنة صباح اليوم التالي ولابد أن يكون في كامل لياقته الذهنية وتنحية المشاكل الأسرية والاجتماعية جانباً. قال إننا مهددون بالإصابة بالأمراض خاصة الضغط والسكر ومعظم من أنهوا خدمتهم اكتشفوا إصابتهم بالمرضين بسبب الضغوط النفسية وضغط العمل والتركيز. أكد أن مصر تمتلك أحدث الأجهزة التكنولوجية في مجال المراقبة الجوية.. مشيراً الي أنه تم تركيب أجهزة "الاي كاسا" الذي لا يستطيع الطيار مخالفة تعليماته في حالة حدوث أي عطل مفاجيء أو خطأ سواء من المراقب أو الطيار. أضاف أن مطار القاهرة يشترط وجود هذا الجهاز بجميع الطائرات التي تهبط علي أرضه.