هل يموت الحب.. هل يتحول إلي كراهية والسعادة التي تخيلنا أنها بلا نهاية نجدها في النهاية مجرد وهم وتتسرب من بين أيدينا ونحن نكتفي بالمشاهدة فقط؟؟ البداية كانت جميلة ورومانسية مليئة بالحماس والاحاسيس الشاعرية الحلوة وسريعاً جداً تقدم لي وفرحت ووافقت رغم أنني لاحظت عدم ترحيب من والدته أو أن فرحتها مفتعلة وظاهرية فقط فتجاهلتها.. وتزوجنا بصراحة منذ بداية زواجي وأنا أحاول وضع حائط صد ضد أي تدخلات من والدة زوجي وفعلت ذلك دون أن أخبر زوجي بشئ ومرت السنوات الثلاثة الأولي في هدوء ورزقنا طفلين.. وكثيراً ما كنا أسمع من زوجي كلمات في منتهي الرقة والعزوبة كلمات تجعل أي زوجة سعيدة وتعشق زوجها. فجأة تغيرت الأمور وتحول زوجي إلي إنسان عصبي لا يطيقني.. وبلا سبب أصبحت أتلقي الاهانة والكراهية واتهامات من كل نوع وهنا تأكدت أن والدته لعبت لعبتها الكبري.. فشرحت له كل شئ من البداية فارتفع صوته وعندما دافعت عن نفسي كانت الصفعة!! غادرت المنزل وسط دموعي ولم التفت لمحاولاته باثنائي عن المغادرة وصممت علي الذهاب لمنزل والدي وطلبت الطلاق وأصريت عليه وتم الاتفاق علي كل شئ وكما كنت سعيدة في بداية زواجي أنا سعيدة الآن وأنا في انتظار الطلاق. لكني فوجئت به علي غير موعد يزورني في بيت والدي ومعه أمه وقدم لي الاعتذار وطلب مني صرف النظر عن الطلاق وأعلن عن استعداده للترضية المناسبة وعن نفسي ارتبكت وفشلت في الرد عليه وطلبت مهلة للتفكير وبالطبع لا أفكر في نفسي فقط وأمر الطفلين يشغلني ولا أدري ماذا أفعل أعود إليه بعد اهانته وضربه لي؟ أصمم علي الطلاق؟ أسئلة حائرة ولا أجد لها اجابة فلعلك تساعدني. "ه . أ . المنصورة" قطعا يموت الحب ويتحول إلي كراهية مادام افتقد الرعاية اللازمة فمثل الزرع يموت اذا أهملنا وكذلك الحب وأقصي ما يدمر الحب هو الافتقاد للأمان أو كراهية أي طرف لأسرة الطرف الآخر وانتي فعلتي ذلك ومع من مع والدته أحب انسانة إلي قلبه. فكان الصدام واقع واقع لا محالة وهي أكيد رأت منكي تجاهلاً وصدا كما تقولين بنفسك فاشعلتي قلبها من ناحيتك فكررت شكواها لابنها وعندما فتح معك الأمر أو تحمس لأمه قليلاً افتقدتي الحكمة وهاجمتيها فكان رد فعله العنيف والمرفوض بشدة. لن أدافع عنه فهو أخطأ بل والأكثر أنه اعترف واعتذر واصطحابه لأمه معه موافقتها علي ذلك دليل دخولها هي الأخري طرفاً في الاعتذار وبصراحة عوامل كثيرة جداً تصب في صالح استمرار هذا الزواج أولها أن زوجك فعلاً يحبك والشعر الذي قلتيه فيه يؤكد ذلك. وأيضاً مصلحتك أنت في أن تظلي زوجة مصانة في بيت الزوجية أفضل كثيراً من أن تعودي إلي بيت والدك لتخوضي مغامرة طلاق الله أعلم بعواقبها.. اضافة إلي الأولاد وأكيد أنهما في حاجة إلي رعايتكما معا لينعما بأبوهم وأمهم تحت سقف واحد بدلاً من التشتت الذي هم في غني عنه. لكن كيف يعود الحب والاستقرار فكما أن لزوجك أخطأ فلكي مثله وهو اعتذر بالكلام أما اعتذارك انتي فيكون الأفعال فتعالجين الأخطاء المتراكمة منذ بداية هذا الزواج فتتعاملين مع أمه بالحسني وتتوددين إليها فهي ليست عدوتك بل هي أم زوجك وحتي لو كان لها اعتراض علي هذا الزواج منذ بدايته فهذا الكلام أصبح جزءاً من الماضي تجاوزه الزمن اقتربي منها وستجدين أن الوضع اختلف تماماً فانتي أم حفيديها وزوجة ابنها الذي يستحق أن تغفري له نرفزته وساعة الشيطان التي انتهت باعتذاره وشراءه لخاطرك.. مع تمنياتي لكم بالاستقرار والتوفيق.