عمري 29 سنة حكايتي طويلة ومعقدة واحتاج إلي رأيك لتساعدني في مواجهة المشاكل المستمرة منذ زمن بعيد. والحكاية بدأت بقصة حب. منذ 3 سنوات منذ أن تعرفت عليه شاب به كل الصفات التي تتمناها أي فتاة في شريك حياتها طيب القلب.. وسيم لبق.. طموح يسعي لتحقيق أهدافه بكل قوة.. سريعاً أحببته وأحبني وبدأنا نحلم بحياتنا معاً وبعد مرور 4 شهور علي بدء علاقتنا تقدم لي فتلقينا صدمة ثقيلة. رفضه والدي "رجل الأعمال" بحجة أن مستواه أقل مننا وأنه يطمع في ثروتنا.. صدمت وبدأت افكر.. تكلمت مع والدي بدأت احتج بكل أدب.. هددت بأنني لن اتزوج غيره إذا لم يوافق أبي.. المهم أن كل مافعلته لم يؤد إلي نتيجة وأغلق والدي الموضوع بشكل نهائي. تمسكت بحبيبي وتمسك بي ولم نقطع علاقتنا.. ثم سافر والدي خارج البلاد ليتابع بعض الأعمال وهنا بدأت ألح علي والدتي لتجد لي حلاً فقررت أن تقابل حبيبي وجلست معه بمفردهما حوالي 5 ساعات ثم كان الاتفاق أن نتم الزواج خلال فترة سفر والدي لنضعه أمام الأمر الواقع وهو ما حدث بالفعل وتزوجنا. عشنا أياماً غاية في الروعة والسعادة. وعاد أبي وبالطبع جن جنونه لكن أمي لها طرقها الخاصة في التعامل معه والسيطرة عليه فنجحت في اقناعه بقبول الوضع الحالي وجمعتنا علي عزومة عشاء لتصفي الأجواء ونجحت في مهمتها. ولكن كان نجاحاً ظاهرياً فقط وبقي ما في القلب في القلب. من وقتها بدأ والدي بشكل شبه طبيعي.. ولكن عند أي خلاف بيني وبينه يبدأ في لومي وتوبيخي وتذكيري بما فعلت وكأنني اجرمت ولم اتزوج وأنا راضية واتحمل أما علاقته بزوجي فتكاد تكون مقطوعة لا تتصل إلا في الأعياد والمناسبات الاجتماعية.. وطبعاً أي خلاف طبيعي يحدث بيني وبين زوجي يبدأ فاصل لا يتوقف "أنتي اللي عملتي.. أنتي اللي اخترتي.. مسمعتيش كلامي".. تحملت كل ذلك في سبيل حبي وتحقيق حلمي بالزواج ممن اختاره قلبي ولكن ما يفعله والدي الآن يفوق احتمالي فتغير مرة واحدة وكأن زواجي كان بالأمس فقط وبدأ يطالبني بضرورة طلاقي من زوجي بل واقنع والدتي بهذا الرأي والكل أصبح في كفة وأنا في الأخري غارقة في المشاكل التي لا أجد لها حلاً.. ساعدني. ن . س . الجيزة بصراحة شديدة لا أعرف من يتحمل مسئولية هذه الأحداث المتشابكة التي أدت لوضع غريب؟ هل يتحملها الوالد لتعنته ورفضه زواج لم يأت علي هواه.. أم تتحملها الأم التي اخطأت بشدة في حق زوجها وحرمته من الفرحة بنور عينيه وبيوم زواجها ولم تحفظ غيبته وأجهزت علي حقه في الموافقة علي الإنسان الذي سيتزوج ابنته؟ هل تتحمليها أنت لموافقتك علي الزواج بهذه الطريقة الغريبة والمرفوضة أم يتحملها زوجك لنفس السبب؟؟ والخلاصة أن الجميع اخطأ وشريك في المسئولية عما وصلت إليه الأمور من تعقيد وعلي الجميع أن يؤدي واجبه لإصلاح الخطأ.. وابدأ بك فعليك أن تصلي إلي قلب والدك ليرق ويسامح ويتجاوز المرحلة بكل اخطائها ويتعايش مع الأمر الواقع ولكن بشكل حقيقي وليس ظاهرياً. وفي نفس الاطار عليك أن تستعيدي مساندة والدتك لك فتساعدك باقناع والدك بضرورة صرف النظر عن مسألة الطلاق فهي لن تفيد أحد علي الاطلاق بل تزيد الأمور تعقيداً ولها طرقها التي نجحت من قبل في اقناع والدك بما هو اصعب من المرحلة الحالية بكثير فهونت صدمته الكبيرة وحجمت ردود أفعاله.. المهم أن تقتنع هي بوجهة نظرك. أما رجل الأعمال والدك فأهمس له بأنه وسط انشغاله بثروته بارك الله له فيها بألا ينسي الثروة الحقيقية التي وهبها الله له وهي أولاده الذين يجب عليه أن ينشغل بهم ويبحث عن مصالحهم وسعادتهم وأن يخفف قليلاً من كبريائه عندما يكون الأمر دقيقاً وهاماً ولا يقبل العناد أو التحكم في الرأي. أما زوجك فيجب أن يعلم بما يدور وأن يكون المدافع الأول عنك وأن يساهم بواجبه في تقريب وجهات النظر فأكيد أنه يعلم بأنه وجه ضربة قوية لوالدك وكان عليه أن يعمل علي تخفيف آثار هذه الضربة منذ اليوم الأول بالتقارب مع والدك وخطب وده بلا أي أهداف خاصة فقط يفعل ذلك من أجلك فهو يعامل والدك وليس غريمه. الأزمة متشابكة ومعقدة وتحتاج إلي حسن النية من الجميع ونسيان الماضي والتعامل كأسرة واحدة والمهمة صعبة وشاقة خاصة وهي ملقاة علي عاتقك بالمقام الأول ولكن استعيني بالله ولا تعجزي وحذاري أن يسيطر عليك الاحباط.. تمسكي بالأمل وتعاملي بهدوء وصبر.. والله ولي التوفيق.