عاد المشهد في مدينة الزنتان غربي ليبيا عقودا إلي الوراء نتيجة قصف وحصار كتائب معمر القذافي للمدينة التي باتت أشبه بمدينة اشباح. بعد ان غادرها معظم سكانها فيما يعاني من تبقي منهم ظروفا معيشية صعبة. وفي ظل انقطاع الكهرباء والماء وانعدام الوقود وقلة الموارد التموينية الاساسية وعدم توافر الأدوية. تزداد معاناة المدينة البالغ عدد سكانها حوالي 45 ألفا والتي تعتبر معقل الثوار الرئيسي في منطقة الجبل الغربي وأكبر خط دفاعي للثوار بالمنطقة بسبب ما تقوم به الكتائب من قصف يومي بالصواريخ والراجمات وهجمات متكررة في محاولة لاحتلالها نظرا لأهميتها الاستراتيجية. قال شهود عيان ان حركة السيارات في شوارع المدينة توقفت نتيجة نفاد البنزين وتضاعف سعره عدة مرات. في حين لم تتمكن معظم العائلات التي أصرت علي البقاء من شراء المولدات الكهربائية بسبب ارتفاع ثمنها. لتجد نفسها مجبرة علي تعويض نور المصباح بالشموع. بينما عاد الإقبال مجددا علي الحطب لاستعماله في طهي الطعام وتسخين المياه. عبدالرحمن الزنتاني رئيس اللجنة الإعلامية لمجلس الشوري الذي يضم 20 عضوا من جميع قبائل الزنتان والذي أوكلت إليه مهمة الإشراف علي المدينة ورعاية أمور السكان بعد ثورة 17 فبراير يقول ان حوالي 70% من السكان غادروا الزنتان في انتظار المساعدة. أشار إلي ان المتجول في احياء الزنتان يعاين عن قرب حجم الدمار الذي خلفه قصف الكتائب للمدينة المحاصرة بصواريخ جراد. وهو قصف ألحق اضرارا بمنازل السكان والمرافق العمومية مع استمرار الكتائب للزنتان منذ 15 مارس الماضي. تابع إن الاطفال لم يسلموا من مرارة الواقع الجديد الذي تعيشه البلاد حيث يتعين عليهم التنقل مسافات طويلة من أجل جلب الماء إلي منازلهم حيث إن شبكة توزيع المياه هي الأخري تضررت من القصف والحصار إلي إشعار آخر.