في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور الدين بعض الأسئلة عرضناها علي د.محمد محمود أبوهاشم نائب رئيس جامعة الأزهر فأجاب بالآتي: يسأل محمد علي هل هناك دعاء مأثور عن النبي صلي الله عليه وسلم عند وقت الإفطار وما هو وقته؟ وهل يتابع الصائم المؤذن في الأذان أم يستمر في فطره؟ يجيب د.محمد محمود أبوهاشم أن وقت الإفطار موطن إجابة للدعاء لأنه في آخر العبادة ولأن الإنسان أشد ما يكون غالباً من ضعف النفس عند إفطاره وكلما كان الإنسان أضعف نفساً وأرق قلباً كان أقرب إلي الإنابة والإخبات إلي الله عز وجل. والدعاء المأثور اللهم لك صمت وعلي رزقك أفطرت ومنه أيضاً قول النبي عليه الصلاة والسلام "ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله". وهذان الحديثان وإن كان فيهما ضعف لكن بعض أهل العلم حسنهما وعلي كل حال إذا دعوت بذلك أو بغيره عند الإفطار فإنه موطن إجابة وأما إجابة المؤذن وأنت تفطر فنعم مشروعة لأن قوله عليه الصلاة والسلام إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول يشمل كل حال من الأحوال إلا ما دل الدليل علي استثنائه والذي دل علي استثنائه إذا كان يصلي وسمع المؤذن لأن في الصلاة شغلاً كما جاء به الحديث. * يسأل زين محمد هل يؤمر الصبي الذي لم يبلغ الخامسة عشرة بالصيام كما في الصلاة؟ ** يجيب د.محمد أبوهاشم: نعم يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك بصبيانهم وقد نص أهل العلم علي أن الولي يأمر من له ولاية عليه من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرنوا عليه ويألفوه وتنطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتي تكون كالغريزة لهم ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك وإنني أنبه هنا علي مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام علي خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون يدعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم وإشفاقاً عليهم والحقيقة أن رحمة الصبيان أمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها فإن هذا بلاشك من حسن التربية وتمام الرعاية. وقد ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم قوله "إن الرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته" والذي ينبغي علي أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليه من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالي فيهم وأن يأمروهم بما أمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام كما أن الإنسان يكون مكلفاً بالصيام عند البلوغ ولو كان في سن عشر سنين وأمع الفقهاء علي أن سن الخامسة عشر هو سن التكيف سواء بلغ الإنسان أم لم يبلغ. الصوم بلا صلاة * يسأل كرم محمد ما معني الحديث الشريف من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر هل معني هذا أن الصوم يكفي دون سائر العبادات مثلاً رجل يصوم ولكنه لا يصلي ويؤدي بقية العبادات هل هذا داخل ضمن هذا الحديث أفيدونا بارك الله فيكم؟ ** يجيب د.محمد أبوهاشم ذكر السائل في هذا الحديث غفر ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولكن الزيادة وهي قوله وما تأخر لا تصح والثابت قوله صلي الله عليه وسلم من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومعني قوله إيماناً واحتساباً أي إيماناً بالله عز وجل وتصديقاً بخبره ومعني احتساباً أي تحسباً للأجر والثواب المرتب علي صوم رمضان وأما قوله صلي الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه فالمراد ما تقدم من صغائر الذنوب وليس من كبائرها هذا رأي الجمهور في مثل هذا الحديث حملاً له علي قوله صلي الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة إلي الجمعة ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وعلي هذا فلا يكون في الحديث دلالة علي مغفرة كبائر الذنوب ومن العلماء من أخذ بعمومه وقال إن جميع الذنوب تغفر ولكن بشرط ألا تكون هذه الذنوب موصلة إلي الكفر فإن كانت موصلة إلي الكفر فلابد من التوبة والرجوع إلي الإسلام وبهذا يتبين الجواب عن الفقرة الثانية في السؤال وهي قوله هل هذا الحديث يغني عن بقية العبادات بحيث إن الرجل إذا كان يصوم ولا يصلي فإنه يغفر له نقول إتماماً للجواب إن الإنسان التارك للصلاة إن كان كسلاً وتهاوناً فهذا مسلم عاصي وإن كان نكراناً وجحوداً فهذا كافر وأيضاً يفهم من الحيدث أن من صام رمضان إيماناً ومن أركان الإيمان التصديق والعمل بأركان الإسلام الخمسة من أقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وباقي الأركان. فضائل رمضان * يسأل توفيق السيد ما هي فضائل شهر رمضان وكيف كان الرسول صلي الله عليه وسلم يستقبله؟ ** يجيب د.محمد أبوهاشم لقد ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجئ شهر رمضان ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتغل فيه الشياطين ويقول صلي الله عليه وسلم "إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصفدت الشياطين وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" ويقول عليه الصلاة والسلام "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا.