حادثة التحرش بميدان التحرير فتحت النار علي مستشفيات وزارة الصحة وجعلتها مثار اهتمام ومتابعة دائمة من كبار المسئولين بالوزارة تحت سمع وبصر الإعلام خصوصاً أقسام الاستقبال والطوارئ. رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب من جانبه أصدر قراراً بإلزام جميع المستشفيات "الحكومية والخاصة" بضرورة استقبال حالات الطوارئ أياً ما كانت والتعامل معها مجاناً. لكن القرار لم يضع آلية للتنفيذ خصوصاً في المستشفيات الخاصة والاستثمارية التي تطالب المرضي بالدفع قبل التعامل مع الحالة!! السؤال: هل تكفي زيارات المسئولين وعلي رأسهم وزير الصحة لإصلاح الوضع في المستشفيات؟!.. وهل تعوض نقص الإمكانيات والكوادر فيها؟! قامت "المساء" بجولة علي بعض المستشفيات الحكومية والخاصة لاستطلاع الوضع علي الطبيعة في أقسام الطوارئ. يقول د.محمد خريبة مدير الطوارئ بمعهد ناصر إن المعهد لم يرفض دخول مريض من قبل ولن يحدث أيضاً مستقبلاً.. فكل حالة تدخل قسم الطوارئ يتم التعامل معها وفق الإمكانيات المتاحة. أضاف لدينا 20 سريراً في قسم الطوارئ ونريد مضاعفة أعدادها لمواجهة الحالات المتزايدة التي تصل المعهد من المرضي كما نحتاج لرعاية مركزة خاصة بقسم الطوارئ. أشار د.محسن الأحمدي استشاري الجراحة بمعهد ناصر إلي أن ما تقوم به وزارة الصحة غير كاف لتلبية طلبات المريض المصري.. منوهاً إلي أن المنظومة الفكرية بأكملها عقيمة فإذا كان المسئولون يطالبون بأداء أفضل فعليهم توفير القوي البشرية من أطباء وتمريض وعمال لأن هناك تصوراً واضحاً جداً في هذا الجانب مع وجود طوابير طويلة من خريجي الطب "12 ألف خريج سنوياً". فلماذا الدفع بمثل هؤلاء الأطباء حديثي التخرج في أقسام الرعاية المركزة؟! طالب د.الأحمدي بزيادة نسب العناية المركزة في بعض المستشفيات دون غيرها لسد العجز مثل مستشفي دار الشفاء لأن بجوارها مستشفيات الدمرداش وأيضا مستشفي روض الفرج لأن بجوارها معهد ناصر وهكذا. وتكون نسبة العناية المركزة بهذه المستشفيات 25% من قوة المستشفي لسد العجز الواضح. يقول د.رياض أبوالدهب مدير مستشفي التحرير العام بامبابة: لا نرفض أي حالة طوارئ ولكن بعد عمل الاسعافات الأولية نقوم بتوجيهها إلي مستشفي أكثر تخصصاً مثل حالات القلب المفتوح والأوعية الدموية. أضاف أن كل الأسرّة في المستشفي يمكن تخصيصها للطوارئ إذا استلزم الأمر ذلك. منوهاً إلي احتياج قسم الطوارئ لجهاز "C. R" الخاص بحالات العظام. خاصة أن المستشفي يستقبل أكثر حالات العظام في المنطقة. طالب د.أبوالدهب بجهاز أشعة مقطعية ومبني خاص للطوارئ وهذا مدرج في الخطة الاستثمارية القادمة. وطالب أيضا بإنهاء إجراءات التخصيص بموافقة المجالس الطبية المتخصصة الخاصة بوحدة الإنجاب. منوهاً إلي تطوير قسم الحضانات. حيث أصبح العدد 12 حضانة. بالإضافة إلي 3 احتياطية. يقود د.صلاح عبدالمنعم مدير مستشفي حميات امبابة إن قسم الطوارئ بالمستشفي كان يضم 8 أسرّة وبعد تبرعات أهل الخير ودعم الوزارة تمت زيادة العدد إلي 13 سريراً. طالب د.عبدالمنعم بمضاعفة القوي البشرية في أقسام الطوارئ من أطباء وتمريض وعمال. خاصة أن القوي التي تخدم 8 أسرّة أصبحت الآن تخدم 13 سريراً. منوهاً إلي احتياج القسم إلي "تانج" أوكسجين بصفة عاجلة. أضاف أن المستشفي يستقبل جميع الحالات ولو هناك زيادة في الأعداد يتم الاستقبال في حالة "عزل عادي" لحين تدبير المكان. منوهاً إلي وجود تنسيق كامل مع طوارئ الوزارة والمديرية عند تحويل حالات زيادة علي السعة الأساسية. أبدي د.عبدالمنعم دهشته في حالة اصطياد الأخطاء وعدم توفير الامكانيات التي نستطيع من خلالها أداء عملنا. منوهاً إلي وجود مشكلة بالصرف الصحي ونحتاج لدعم علي وجه السرعة. خاصة أن ساحة المستشفي كبيرة "14 فداناً" وللعلم لم يتم عمل أي صيانة لعمليات الصرف منذ الخمسينيات. أضاف أن محافظة الجيزة لديها استعداد لرصف الطرق بالمستشفي ولكن مشكلة الصرف الصحي عائق كبير. أما في المستشفيات الخاصة فيقول د.محمد خالد مدير العناية المركزة بمستشفي الكاتب بالدقي إنهم يتعاملون بالفعل مع أي حالة طوارئ مادامت في محيط المكان ولمدة 24 ساعة ويتم عمل الاسعافات الأولية فوراً دون المطالبة بأي أموال وعند استقرار الحالة يتم الاتفاق مع أهل المريض إما علي نقل المريض لأي مستشفي آخر ونقوم بتوفير سيارة الإسعاف بطبيب لنقل الحالة أو الاستمرار في المستشفي علي حساب المريض. أضاف أن هناك تنسيقاً مع الوزارة خاصة في حالات العناية المركزة لتوجيه المريض إلي مكان بديل.. منوهاً إلي تعامل المستشفي مع "روح" فمن يتحمل مسئوليتها قانوناً وأمام الله. مؤكداً أن هذه الطريقة في التعامل موجودة منذ فترة قبل قرار رئيس الوزراء بكثير. أما المرضي وذووهم فقد أكدوا صعوبة العثور علي أماكن في الرعاية في بعض الأحيان وعدم رد الوزارة علي الرقم الساخن الذي خصصته للتعامل مع المرضي في حالات الطوارئ. قال طارق عبدالرحيم "طالب": إن والده أصيب بأزمة قلبية فاضطررنا إلي نقله إلي أحد المستشفيات الخاصة التي طالبتنا بدفع مبلغ 5 آلاف جنيه أو البحث له عن مكان في مستشفي حكومي وبصعوبة وجدنا مكاناً في مستشفي حكومي بعد 3 أيام. طالب شقيقه خالد عبدالرحيم بالتنسيق بين المستشفيات الخاصة والوزارة لتوفير مكان لمثل هذه الحالات فوراً. أما هشام حسين "مدرس" فأكد أن الرقم الساخن بالوزارة لا يرد بالمرة وأن وجود مكان بالعناية المركزة يحتاج أحياناً إلي "واسطة" لتوفير مكان فيها. طالب هاني مرقص بدعم كبير لأقسام الطوارئ لمضاعفة أعداد الأسرة وأيضا العناية المركزة لمواجهة الحالات المتزايدة من ضحايا الحوادث. مطالباً بالاهتمام بالخط الساخن وتوجيه المريض من خلال طوارئ الوزارة إلي المستشفي الذي يوجد به مكان شاغر. أضاف طلعت عبدالجواد "نجار مسلح" أنه بحث عن حضانة لابنه فوجدها بصعوبة كبيرة ولذلك فهو يطالب بمضاعفة أعداد الحضانات حتي لا ندوخ السبع دوخات.