لم يعد يخلو أي مكان في مصر من الباعة الجائلين الذين يحتلون كل الشوارع ويعرقلون حرية الحركة علي أصحاب المحلات الأصلية ومنع دخول الزبائن إلي تلك المحلات. لننظر في شوارع 26 يوليو.. وفي ميدان الاسعاف.. وفي شارع طلعت حرب.. وفي ميدان الأوبرا.. ناهيك عن ميدان السيدة زينب وشارع الموسكي وفي غيرها من الشوارع والميادين التي تمتليء فيها بضائع الباعة الجائلين.. بل ويسدون بها الطريق أمام المارة. فيضطرون إلي النزول إلي نهر الشارع. منظر كهذا ينبيء عن انفلات أمني ويقطع الطريق أمام كل صاحب محل أن يبيع بضاعته ويحول الأمور إلي ساحة من الفوضي. خاصة أن هؤلاء الباعة يهددون أصحاب المحلات. ويكونون عصابات تمنعهم من الاستعانة بقوات الأمن والشرطة غائبة تماما عنهم. وإذا نزلت إلي الشوارع تجد كل صاحب مقهي أو كل صاحب مطعم أو كل صاحب فرن أفرنجي أو أي محلات أخري يحتلون الشوارع إلي مسافة نصف الطريق الرئيسي. ويجلس الزبائن علي تلك الكراسي لا يراعون فيها حرمة امرأة أو فتاة تمشي في الشارع. الكل يجري أمام حملات الشرطة التي تستهدف هؤلاء الباعة الجائلين.. ولكن للأسف الكل يعود فور مغادرة الشرطة ومن هنا وجب علي الشرطة أن تترك بقية من قواتها ليرتدع هؤلاء الباعة ولا يعودوا لاحتلال الشوارع رغم أن هناك العديد من الشوارع في مناطق كثيرة وميادين عديدة لم تصل اليها الشرطة بعد. .. وكذلك هناك أصحاب عدد من المقاهي والمطاعم الذين لم تمتد إليهم يد الشرطة لا يريدون أن يخلوا أماكنهم بمحض اختيارهم إلا إذا وجهت اليهم الشرطة اليد القوية التي تزحزههم عن أماكن تواجدهم. من جانبه أكد اللواء خالد متولي قائد قوات الأمن بالقاهرة أن وحدة التدخل السريع "الطوافة" قد تم انشاؤها خصيصا بناء علي توجيهات اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية لاسترداد أمن الشوارع وضبط الخارجين علي القانون. وقال ان القوات الأمنية المشاركة في الوحدة مدربة علي أعلي مستوي لمواجهة شتي صور الخروج علي القانون ومجهزة بأسلحة نارية للتعامل مع أي عناصر قد تتعدي علي قوات الأمن. هذا شيء جيد بلا شك.. ولكن الظروف هل تحول بين عمل هذه القوات وبين امتدادها إلي جميع المواقع علي مستوي مصر.. بمعني هل تنفع في الشوارع التي تتحكم في وسط البلد فقط.. ثم تترك بقية الشوارع نهبا لهؤلاء الباعة الجائلين ولغيرهم من المقاهي وباقي المحلات الذين يمدون بضائعهم وفرشهم خارج الشارع. إننا نرجو أن تمتد يد العدالة والحزم والقوة لكل خارج عن القانون حتي تعيده الي صوابه.