وكأن مشاكل العالم العربي والاسلامي انتهت ولم يبق إلا مشكلة الويسكي الحلال. حتي تتطوع واحدة من كبريات شركات الخمور العالمية لانتاج زجاجة ويسكي خالية من الكحول.. يعني علي الطريقة الشرعية!! ثمن زجاجة الويسكي الحلال.. كما جاء علي الموقع الالكتروني لقناة العربية.. خمسة ملايين وستمائة وخمسين ألف دولار "أي ما يزيد علي اثنين وثلاثين مليون جنيه". وأرجعت الشركة ارتفاع السعر إلي الزجاجة ذات التصميم الفاخر فهي مصنوعة من أرقي أنواع الكريستال المرصع بأكثر من ثمانية آلاف وخمسمائة ماسة وثلاثمائة ياقوتة مع سدادة من الذهب الابيض الخالص فضلا عن الويسكي المعتق لمدة ثلاثين عاماً بسراديب جزيرة آيلا باسكتلندا. الشركة بالطبع لا يعنيها من قريب أو بعيد الحفاظ علي تعاليم ديننا الحنيف الذي يحرم الخمر "شاربه وبائعه وحامله" لكنها تبحث عن وسيلة لاستنزاف جزء من المال العربي السائب. فنحن ننفق مليارات الدولارات يومياً لا لكي ننهض بحاضر الأمة ومستقبلها أو لنقيم مشروعات كبري تستوعب ملايين العاطلين العرب وتوفر احتياجاتنا من السلع الضرورية التي نفخر بأن معظمها مستورد من القارة الأوروبية العجوز وبلاد العم سام أو حتي من الدول الافريقية والآسيوية الفقيرة. ولا ننفق أموالنا لاقامة شراكة اقتصادية تجعل لنا مكانا بين الكيانات والتكتلات العالمية. أو علي الدراسات والبحوث لاحداث ثورة علمية تعيد للأمة عزها الضائع وكرامتها المسلوبة.. ليس كل ما سبق ولكن ملياراتنا مخصصة لتجييش الجيوش وشراء أحدث الاسلحة الفتاكة. وحتي لا تأخذك الحماسة وتفهم كلامي خطأ فهذه الجيوش والأسلحة ليست موجهة لتحرير القدس وغيرها من الأراضي العربية المحتلة أو حتي لردع الغزاة والمعتدين بل مهمتها الأولي حماية العروش وضرب الشعوب إذا اقتضي الأمر حتي لا تفكر في القيام بمغامرة مثل التي حدثت بمصر وتونس ويضيع ملك الآباء والأجداد في غمضة عين. والسؤال إلي أثرياء ووجهاء العرب: في ظل الظروف المعيشية الصعبة لمعظم الشعوب العربية.. هل الأولوية لزجاجة الخمر "الحلال" أم لتوفير الوظائف للعاطلين وتحصين الشباب غير المتزوج ورعاية الايتام والفقراء وأطفال الشوارع ممن يشاركون الحيوانات الضالة الطعام والنوم وربما السلوك؟! *** يقول النبي صلي الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله من أين أخذه وفيما أنفقه وعن عمله ماذا عمل به" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم