رغم الاصابة بالمرض والاحساس بالألم وضيق الحال وعدم القدرة للذهاب إلي الأطباء في عياداتهم أو المستشفيات الخاصة التي لا ترحم إلا أن المرضي الغلابة يضطرون للمرور برحلة عذاب ومعاناة في معهد القلب بامبابة أملاً في تحديد موعد لاجراء القسطرة أو الجراحة والوقوف في طابور لا ينتهي يصل طوله عاماً كاملا ويتحملون معاناة السفر والنفقات حتي يتم تحديد الموعد المأمول ولكن يفاجئ المريض بدخول المتاهة من جديد لانه تم تأجيل العملية لموعد آخر مما يصيب المريض بالاحباط والأهل بالصدمة. تقول عايدة جلال ربة منزل: ابنتي مصابة بضيق في صمام بالقلب وعمرها 6 شهور وصلت الآن إلي الخمس سنوات واتردد علي المعهد باستمرار للمتابعة حتي يحين وقت العملية وأحمل هم يوم المعهد لأنني استيقظ بعد الفجر حتي اصل الساعة 8 صباحا ولا اغادره قبل الثانية ظهراً فأشعر بالتعب والاعياء لأنني اصطحب معي ابنتي الصغيرة وذلك بسبب طول الانتظار. أما نسمة ناصر من محافظة المنيا فتقول: ابني مريض بثقب في القلب ويحتاج لأشعة باستمرار وحالته خطر واضطر للانتظار ساعات طويلة بسبب شدة الزحام بالاضافة إلي عدم حصولي علي موعد محدد لاجراء العملية ولا يكفي علينا المرض بل نجد سوء المعاملة من الموظفات. وتقول سامية عبدالعزيز ربة منزل من المنيا: تم تحويلي من مستشفي أم المصريين إلي معهد القلب ودفعت 70 جنيهاً للأشعة و25 جنيها أخري للكشف حتي يتم التشخيص ومعرفة سبب الآلام ولكني اصبت بحالة احباط بسبب الزحام والاهمال. أكد إبراهيم محمد أعمال حرة ان العلاج في معهد القلب رحلة عذاب تبدأ بانتظار تقرير الاشعة الذي يستغرق 5 ساعات لأن الموظفة أكدت انه لا يوجد سوي جهاز كمبيوتر واحد وبالتالي تضطر زوجتي الانتظار بطفل صغير يعاني من ثقب في القلب شادية خليفة ربة منزل تقول: اختي رضا مريضة بالقلب ونأتي من بني سويف وننتظر من الساعة الثامنة صباحا وإذا سألنا عن موعد الدخول أو أي استفسار يتم اغلاق الباب في وجوهنا "أحنا ناس غلابة ولكن عندنا كرامة" ولم أجد امامي سوي البكاء خاصة اننا لا نستطيع دفع 3 آلاف جنيه سعر القسطرة ولكن الدكتور أكد لي انه سيعملها علي نفقة الدولة وهي ملقاة علي الأرض ننتظر الدور والحصول علي موعد القسطرة والموظفة أكدت انه لن يكون قبل 3 شهور كيف وشقيقتي تتألم وتعاني ايضا من السكر والضغط. أما سامح محمد سائق توك توك: أكد انه يعلم ان الكشف والعلاج في معهد القلب مجانا لوالدتي ولكن فوجئت بطلب مائة جنيه للكشف والأشعة وعندما اقسمت لرئيسة العيادات انني لا أملك هذا المبلغ طلبت مني 25 جنيها فقط مشيراً إلي انه هرب من الاسعار الخيالية للأطباء في الخارج واتجه لمعهد القلب ولكن المشكلة في طول الانتظار. أضافت مشيرة إسماعيل ربة منزل والدة زوجي مسنة ومريضة وتم تحديد موعد عمل القسطرة وتم إعدادها والصيام أكثر من 10 ساعات ورغم ذلك فوجئنا بتأجيل العملية بعد معاناة الحضور مبكراً طالب محمد إبراهيم علي المعاش بضرورة انقاذ زوجته من آلام مرض القلب وتحديد موعد مبكر لاجراء العملية حتي لا تزيد المضاعفات وتسوء حالتها خاصة انني غير قادر علي اجراء العملية بسرعة خارج معهد القلب. وضعنا كل هذه المشاكل والمعاناة أمام مسئولي معهد القلب لمعرفة السبب وكيفية حل الأزمة رحمة بالبسطاء الذين لا يقدرون علي أسعار الأطباء في العيادات والمستشفيات الخاصة: أوضح الدكتور محمد عزيز عميد معهد القلب ان نسبة الاصابة بأمراض القلب زادت في السنوات الأخيرة بسبب زيادة حالة الاحباط واليأس مما دفع المواطن لزيادة الممارسات الخاطئة علي الصحة والتي تؤدي لاتفاع الضغط والسكر وجلطات القلب والشرايين وغيرها وزاد من قوائم الانتظار حيث لا يستطيع المعهد خدمة 1200 مريض يوميا بامكانياته المحدودة مقارنة بالوافدين من جميع المحافظات حيث يضم 9 غرف عمليات و6 أجهزة قسطرة و20 جهاز أشعة موجات صوتية بالاضافة إلي صرف علاج كامل وتحاليل وغيرها مشيراً إلي ان أزمة معهد القلب يمكن حلها من تفعيل مراكز القلب بالمحافظات بأطقم طبية ثابتة ليخفف الضغط اليومي علي المعهد خاصة فترة توقف خط السكة الحديد مما زاد من الاقبال وتضاعف الاعداد وزادت الحالات سوءاً مما أدي إلي تقسيم الطوارئ لثلاث مراحل منها حالات القلب المفتوح وتجري عملياتها يومياً لتركيب صمامين في القلب يكلف الواحد 10 آلاف جنيه وتفاقمت الأزمة بسبب توقف جهات حكومية كثيرة عن اجراء مثل هذه العمليات وتحويلها علي معهد القلب بالاضافة إلي حالات طوارئ الانتظار خلال شهر وأخري تصل إلي سنة حسب حالة المريض. أضاف د.عزيز ان نهاية عام 2015 تقريبا سيشهد افتتاح الفرع الثاني لمعهد القلب بأرض المطار والذي يتكلف تقريبا 30 مليون جنيه دفعنا 5 ملايين كدفعة انشائية أولي ولهذا فتحنا باب التبرع علي حساب 300300 بالبنك الأهلي لاستكمال المبني الحكومي الضخم والذي يقام علي مساحة 4200 متر بأحدث النظم العلاجية بدرجة 5 نجوم وعلاج مجاني للبسطاء حيث ان تكلفة تركيب صمام عن طريق القسطرة يصل إلي ربع مليون جنيه ويكلف في المستشفيات الخاصة نصف مليون جنيه بالاضافة إلي ان تركيب دعامات للشريان الأورطي يتكلف 100 ألف جنيه ويطلق عليها حالات الحياة أو الموت وتركيب أجهزة مساعدة لعضلة القلب واغلب هذه العمليات الدقيقة تتم عن طريق التبرعات. مؤكدا ان المبني الجديد سيضم 10 حضانات للأطفال للرعاية بعد عمليات القلب المفتوح. اتفق معه الدكتور طارق عبدالغفار مساعد عميد معهد القلب واضاف: قبل الاتهام بالتقصير والنظر لقوائم الانتظار يجب تقييم ما يقوم به المعهد يوميا وعلي مدار السنة يتم عمل 12 ألف حالة قسطرة تشخيصية وتوسيع وتركيب دعامات واصلاح عيوب خلقية بالاضافة إلي اجراء 4 آلاف جراحة قلب مفتوح خاصة انه لا توجد الفحوصات مجتمعة في أي مركز أو جامعة في مصر سوي معهد القلب فهو قبلة مرضي القلب في مصر فكيف نتهم القائمين بالمعهد الذي اسس في الستينيات علي ان يستوعب 100حالة فقط والآن يستقبل ألف حالة يومياً.