نستطيع ان نقول: الآن بدأت مرحلة الجهاد الأكبر والسعي بكل جهد من أجل تحقيق أحلام شعب ذاق الكثير من الصعاب ولن يستطيع وحده انجاز تلك الأمال والأحلام دون أن يلتف حوله كل فرد من أبناء مصر. التحديات والأزمات متعددة ولابد من التكاتف ونبذ الخلافات فقد شبعنا علي مدي ثلاث سنوات من الكلمات والآراء والأفكار المضادة لتلك الآراء. المعركة لا تعرف التهاون أو التقاعس ولا مكان للنفاق والمنافقين وأصحاب المصالح ولعلنا نتأمل كلمات المشير حين قال: انني لم ادفع فاتورة لأحد ولست مدينا لأي فرد إلي غير ذلك من المعاني التي تؤكد ان الرجل تجرد من كل شيء سوي العمل لصالح الشعب خاصة الطبقات الكادحة "الغلابة" الذين يشكلون أغلبية المصريين. المرحلة تتطلب مصارحة ومكاشفة لكل الحقائق دون مواربة بعيدا عن الوعود والتصريحات الوردية. العمل الشاق يتطلب المصارحة أولا بأول مع التزام بمواقيت وانجاز حقيقي علي أرض الواقع يلمسه القاصي والداني. ولا شك أن المعركة الانتخابية التي جرت علي مدي ثلاثة أيام قد كشفت عن الكثير من الوقائع والحقائق يجب علي الباحثين فحصها بكل دقة واهتمام ولا يكفي المرور بها مرور الكرام فلنتأمل النتائج بتفاصيلها وتداعياتها وقطعا سوف تسفر الابحاث عن حقائق يجب ان توضع نظر الشعب بكل فئاته والمسئولين في كافة المواقع فالمؤشرات التي كشفت عنها النتائج كثيرة ومتنوعة ولعل أكثرها أهمية مجموع الاصوات الباطلة حقيقة تحتاج لمزيد من الدراسة والتأمل لتجاوز تداعياتها ونتائجها لتكن في الاعتبار ونحن نجتاز معركة الجهاد الأكبر. ولا يفوتنا ان نشير إلي المنافس الوطني في هذه المعركة الانتخابية حمدين صباحي فقد صمد في وقفته وتحمل المتاعب مما أضفي علي هذه المعركة المزيد من الشفافية والديمقراطية وقطع بعض الالسنة التي تتناول هذه الانتخابات بألسنة حداد انه موقف وطني وتلك منافسة شريفة خاضها حمدين صباحي بكل مراحلها في حب مصر وأهلها. والوطن يحتاج إلي جهد كل وطني غيور يبذل الجهد من أجل سعادة أبناء بلده. لقد حانت ساعة العمل ولا وقت للضياع ولعل الله يوفق الرجل الذي اختارته الجماهير في إعادة ترتيب البيت من الداخل واختيار العناصر من الكفاءات المخلصين وما أكثرهم في مصر. الأهم ان تكون العزيمة والاخلاص والتجرد من كل المصالح والجدية والعمل بكل اهتمام وتفان هي أساس الاختيار ان هذه المرحلة يكتنفها العديد من التحديات والأزمات الاقتصادية في المقدمة.. المطالب بلا حصر والاحلام بلا سقف ولا ننسي المعوقات من أطراف عديدة ومتشعبة خاصة المنتمين إلي جماعة الإخوان المسلمين ويجب ان تكون العيون في يقظة لكل من يحاول عرقلة المسيرة الوطنية. الأمة في مرحلة جهاد لا تعرف التقاعس أو التواكل أو اليأس من المواجهة. المهمة شاقة لكن يجب ان ندرك ان الله خلقنا لنواجه المشاكل بعقل وقلب مفتوح لا شيء في الحياة يتوقف أو يستعصي أمام ارادة وعزيمة صادقة ففي العالم شعوب استطاعت قهر المستحيل ولسنا أقل منهم. أبناء مصر علي مدي التاريخ كانوا ابطالاً وابهروا العالم بخبرتهم وأعمالهم واسألوا المحافل الدولية والمواقع العلمية فأبناء مصر نجوم زاهرة واجتياز مرحلة الجهاد الأكبر ليست بالأمر العسير المهم ان نبدأ ونتوكل علي الله وبكل يقين لن يضيع الله أجر من أحسن عملاً. في نفس الوقت يجب ان تكون عيوننا مفتوحة علي تلك الحقيقة التي أشار إليها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والتي تتضمن ان يكون الأجر بالانتاج يجب ان تكون هذه الحقيقة في بؤرة الاهتمام. المؤسسات والهيئات ومختلف المصالح في حاجة شديدة إلي هذه المواجهة البيروقراطية والروتين القاتل وناهيك عما يجري في المحليات ومختلف الأجهزة إذ لابد من وقفة حازمة تستوعب الجميع وتنبه إلي خطورة الأزمات التي نواجهها جميعاً وخسائرها لن ينجو منها أحد العمل العمل بذل الجهد الانتاج يجب ان يكو ن في بؤرة اهتمام العامل قبل رئيسه أو صاحب العمل فلا مكان للكسالي أو المتقاعسين. علي الجانب الآخر يجب ان يكون القانون ونصوصه هي الاساس في كل تعامل وان تكون لدينا الكفاءة في اتخاذ التدابير التي تكفل استعادة وحدة الصف بين أبناء الشعب بكل فصائله ومن اراد أن ينضم تحت عباءة الوطن والانخراط بين ابنائه بلا شروط أو مطالب فمرحبا به. القانون هو الخط الفاصل والضامن للحقوق والدماء التي اريقت في تلك السنوات العجاف كل الدم المصري حرام ولابد من اخذ الحقوق للامهات الثكلي وأولياء أمور هؤلاء الشهداء الذين سقطوا فداء لمصر بلا تهاون أو تحت أي مسمي!! في النهاية لابد من ادراك حقيقة أن رئيس الجمهورية لن يستطيع وحده مواجهة التحديات ولابد من التكاتف والالتفاف حوله باخلاص وتجرد ولا مكان للمنافقين وأصحاب الاغراض. مرحلة الجهاد شاقة.. دعونا نعمل فالمشاكل لا تحتمل الانتظار دعوات من القلب إلي الله العلي القدير أن يحقق أحلام أبناء مصر.