طوال حياتي كنت أراهن علي عبقرية الشعب المصري.. عبقرية المواطن العادي البسيط.. والحمد لله لم يخيب هذا المواطن المصري العبقري ظني أبداً فطوال الفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية صدع رؤسنا بعض من ادعوا أنهم من أصحاب حملات تأييد المشير عبد الفتاح السيسي ودخلوا في سباق وشو إعلامي وهاتك يا مؤتمرات ويا لقاءات في الفضائيات بأنهم سيحشدون ما لا يقل عن 40 مليون مواطن لانتخابات المشير السيسي.. ودخل في هذا السباق والشو الإعلامي بعض من رموز النظام السابق وقادة الأحزاب.. هذا يؤكد ان التيار الذي يتبناه سيحشد للمشير 30 مليونا وذاك يؤكد انه سيصل الي 40 مليونا.. ثم جاء الدور علي الحركات تلك الحركة تؤكد انها جاهزة للحشد بالملايين والحركة الأخري تعلن حسمها المعركة.. ووسط هذا كله ظهر علينا العديد ممن يدعون انهم إعلاميون وبعض المذيعين ليؤكدوا ان اليد العليا ستكون لهم في الحشد وانه بكلمة منهم ستتدفق الملايين الي صناديق الاقتراع خلال ساعات بعد سماع كلماتهم. وجاء الدور علي الشعب المصري.. جاء الدور علي المواطن البسيط العبقري الذي كشف للمشير السيسي كدابي الزفة وكشف هؤلاء الكذابين أمام أنفسهم وأمام العالم كله.. ولك عزيزي القارئ ان تتخيل لو كان عدد المشاركين في هذه الانتخابات الرئاسية 40 مليوناً ماذا كانت ردود الأفعال؟ كنت ستجد كل واحد من كدابي الزفة ينسب الفضل لنفسه.. بل وسيطالب الرئيس القادم بتسديد الفاتورة وكنا سنعيد السيرة الأولي.. أما اليوم وبعدما شهدناه في اللجان فليس من حق أحد ان يدعي وجود فضل له سوي ذلك المواطن البسيط الذي ذهب للادلاء بصوته بإرادته الحرة وبرغبته وبحبه للمشير واقتناعه به وأمله فيه.. ذلك المواطن الذي ذهب دون ترغيب أو ترهيب أو حشد.. ذلك المواطن الذي لم يحصل علي زجاجة زيت أو كيلو سكر أو مائة جنيه لكي يذهب للادلاء بصوته.. ذلك المواطن الذي لم توفر له الأحزاب أو رجال ا لأعمال إياهم سيارة أو أتوبيس أو وسائل نقل جماعية لنقله وحشده في اللجان.. تلك المرأة التي سجلت أرقاماً قياسية في الحضور والتصويت المرأة المصرية التي تستحق كل التحية والتقدير علي تصدرها للمشهد.. هذه هي عبقرية الشعب المصري التي كنت ومازلت أراهن عليها. لذا فان هذا الشعب يا سيادة الرئيس ينتظر منك رد الجميل ينتظر منك الكثير.. ينتظر منك محاربة الفساد.. الفساد يا سيادة الرئيس السيسي.. ينتظر منك لا أقول القضاء علي البطالة بل علي الأقل الحد منها.. شبابنا ينتظر توفير فرص العمل بدخل محترم.. شبابنا ينتظر منك تشجيع الابداع والابتكار.. المصانع المتوقفة عن العمل تنتظر اعطائها قبلة الحياة وعودة دوران عجلة الانتاج.. ننتظر منك يا سيادة الرئيس تطوير العشوائيات التي استغلها البعض لتكون بؤراً ارهابية بعدما تخلت الدولة عنهم وحرمتهم من أبسط مبادئ الحياة الكريمة.. الشعب ينتظر منك يا سيادة الرئيس عودة الأمن بشكل تام.. ينتظر حقه في التعليم والاسكان والعلاج والأجور واحترام حقوق الانسان.. الشعب ينتظر الكثير ولقد برهن لك انه معك وقادر علي استعادة مصر وإعادة بنائها وان يضع يده في يدك لبدء البناء من جديد. أخيراً وليس آخر فقد اثبتت الانتخابات الرئاسية من ضمن ما أثبتت اننا لا يوجد لدينا أحزاب وان وجدت فهي تقدم مصالحها الشخصية والذاتية علي مصلحة الوطن لذا فإن الأفضل في الانتخابات البرلمانية القادمة هو النظام الفردي رغم كل عيوبه اما القائمة التي تريدها بعض الأحزاب للوصول للبرلمان فهي لا تصلح مع تلك الاحزاب الهشة الكرتونية التي لم يعد لها وجود علي الأرض.. ليكن النظام الفردي ولنبدأ مرحلة جديدة من العمل السياسي الجاد علي أرض الواقع حتي يكون لدينا في المستقبل أحزاب حقيقية وللحديث بقية.. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء.