ان تلد سيدة جاءها المخاض وهي تقف صباح أمس أمام لجنة ميامي شرق بالإسكندرية للإدلاء بصوتها في الانتخابات الرئاسية وتسمي مولودها "السيسي".. فإن هذا يعني أمرين: * الأول.. أنها "بشرة خير" بقدوم المشير السيسي رئيساً لمصر وهو ما تتمناه الغالبية العظمي من شعب مصر.. وأنا منهم ولي الشرف. * الثاني.. أن هذه السيدة مثال رائع للمرأة المصرية العظيمة التي أضعها فوق رأسي وبين عيني.. لم يمنعها الحمل وهي في الشهر الأخير من النزول والوقوف في الطابور للإدلاء بصوتها كحق دستوري تؤديه لوطن مستهدف ليس من الأعداء الغرباء فقط بل ايضا من المتآمرين الذين يحملون للأسف الجنسية المصرية. كان من حقها أن تجلس في بيتها ومعها عذرها القهري.. لكنها بنزولها وهي علي هذه الحالة أثبتت أنها بمليون شخص من عينة "الأفندية" الأنطاع سواء المحسوبين خطأ علي الرجال فتقاعسوا أو الذين يضمرون الشر للوطن ويسعون لتخريبه وهدمه وهو لن يخرب ولن يهدم بأفعال صبيانية هي مجرد "ريح" لا يمكن أن يهز جبلاً شامخاً اسمه مصر المحروسة من الله. أمثلة هذه السيدة كانت كثيرة أمس.. شاهدوا نساء الصعيد اللائي خرجن منذ الصباح الباكر في كافة محافظات هذا الإقليم العزيز الذي يتميز بعادات وتقاليد خاصة ووقفن في طوابير ممتدة تحت لظي الشمس من أجل مصر.. وشاهدوها ايضا في سيناء ومدن القناة والدلتا.. المرأة المصرية هي فرس الرهان في الانتخابات الرئاسية مثلما كان لها الدور الأبرز في ثورة يونيه. كانت هناك مشاهد أخري مفرحة تميز شعب مصر وتجعل الإنسان يزهو بمصريته.. ماذا تشعر وأنت تري مواطنين "رجالاً ونساء" عجائز آثروا النزول والإدلاء بأصواتهم محمولين علي اكتاف ذويهم أو فوق كراس متحركة ويساعدهم في التنقل جنود الجيش والشرطة؟؟.. وما هو شعورك وأنت تشاهد مواطناً يحمل لافتة في الغربية مكتوباً عليها "الليلة الحنة"..؟؟ في مقابل هذه المشاهد "الوطنية" ومثلها كثير تضيق بها المساحة كانت هناك مشاهد "واطية" مثل اغتيال محمد فتحي عبدالعزيز أحد قادة التيار الشعبي في جريمة منحطة يجب ألا تمر مرور الكرام وقد كان من بين 25 شخصاً أعلن الإخوان استهدافهم. ومثل المسيرات الإخوانية في كرداسة والهرم والمنشورات التي عثر عليها بالقوصية وكلها تطالب بمقاطعة الانتخابات. ومثل انفجار أو إبطال مفعول العديد من العبوات الناسفة قرب لجان انتخابية في الفيوم والعمرانية والمنيا والمحلة. ومثل حرق سيمافورات السكة الحديد ووضع إطارات مشتعلة علي القضبان بالواسطي.. وغير ذلك من الجرائم التي لن تحقق أبداً أهدافها. إنهم أناس مغيبون يعيشون جاهليتهم الأولي وينكرون الزلزال المدمر الذي ضرب حكم العنصرية والإرهاب وخسف به الأرض.. فالشعب يصر علي أن يمضي في طريقه وينتخب رئيسه ولن يثنيه عن ذلك كل محاولات الإخوان وجماعتهم الإرهابية. افعلوا ما شئتم فلن ترهبونا.. وبعد أيام قليلة سيحلف "رئيس كل المصريين" - وليس رئيس العصابة التي هي الجماعة والأهل والعشيرة - اليمين الدستورية.. ويقيني أنه سيكون المشير السيسي.. أما أنتم فلن تخرجوا أبداً من مزبلة التاريخ.