لجأ المواطنون بقري الأقصر إلي صناعة الطوب الأحمر بطرق شخصية عن طريق حرق الطوب الأخضر فيما يعرف ب"قمائن الطوب".. سعر الألف طوبة يتعدي ال 300 جنيه في الأقصر وتوقفنا عن البناء بسبب حالة الركود ومفيش بديل قدامنا غير قمائن الطوب.. بهذه الكلمات بدأ محمد حجاج أبوالشيخ من جزيرة أرمنت حديثه إلي "المساء". مضيفاً: عارفين إنها كلها أضرار وإنها بتجرف التربة وبتلوث الجو لكن هنعمل إيه إحنا لقينا حل تاني وقولنا لأ؟!! أشار يحيي حفني من أرمنت إلي وجود أنواع أخري من الطوب منها الجيري الذي يعد أرخص الأنواع ويتم استخدامه بكثرة حالياً. إلا أنه لا يصلح إلا لبناء دور واحد فقط. كما يوجد الطوب الرملي الذي لا يقبل عليه الكثيرون نظراً لارتفاع سعره. أضاف أن الأهالي يستسهلون إقامة قمائن الطوب بغرض التوفير بدلاً من شراء طوب جاهز من المصانع. لكنهم لا يعلمون مدي الأخطار الجسيمة التي تسببها القمينة لصاحبها ومن حوله. خاصة إذا كان هناك سكان في المنطقة التي يتم إقامة القمائن بها. فالمازوت والفحم يتسببان في انتشار الأدخنة في الجو بكثافة وتلوث المنطقة المحيطة ولا يسلم صاحبها من الإصابة بربو وكحة وضيق في التنفس وكل ذلك من أجل توفير أموال قد ينفقها لاحقاً علي علاجه! أوضح محمود الكبير "أحد أهالي مدينة إسنا" أن مدينتي إسنا وأرمنت في مقدمة المناطق التي تنشئ قمائن الطوب بعضها بغرض شخصي وهو البناء واستخدامها في إنشاء المنازل أو أحياناً بقصد بيع الطوب للمواطنين في القري المجاورة. مشيرا إلي أن إنشاء القمينة عمل مرهق جداً ويحتاج إلي مجهود شاق. حيث يتطلب العمل مواصلة الليل بالنهار والوقوف أمام لهب النيران واستخدام أدوات خاصة وماتور كبير ومازوت وفحم مما يؤدي إلي تصاعد الأدخنة في الجو علي مدار عدة أيام. وهو ما يعود أثره السييء علي المواطنين القريبين من القمائن. حذر محمد لبيب "مهندس زراعي" من أخطار القمينة.. مشيرا إلي أن أضرارها علي المواطنين والمجتمع أكثر من نفعها. خاصة فيما يتعلق بتجريف التربة والأراضي الزراعية لاستخدامها في صناعة الطوب. وأن الطبقة الأولي من الأرض الزراعية هي أجود ما يكون ولا يمكن تعويضها بأي حال من الأحوال. أشار مصطفي بدوي "مشرف زراعي" إلي أن المسئولين لا يهمهم التلوث البيئي وإصابة المواطنين بالأمراض جراء انتشار قمائن الطوب. أوضح حسان الحميلي من قرية الحبيل أن العديد من المواطنين اشتكو من رداءة الطوب الأحمر المستخدم في الأعمال الإنشائية والبناء وعدم مطابقته للمواصفات والمقاييس التي تؤهله للاستخدام. حيث لوحظ سرعة تفتت المواد المصنعة بطريقة غير مدروسة أو عشوائية. مما دفع الأهالي إلي إنشاء مصانع طوب خاصة.. وطالب بتفعيل الرقابة علي هذه الصناعة. قال د.محمد عبدالجواد إن القمائن تتسبب في انتشار السحابة الدخانية علي القري والمنازل. مما يؤدي إلي انتشار عدة غازات في الهواء منها أول وثاني أكسيد الكربون والرصاص وغازات أخري تصيب الجهاز التنفسي والقلب والحلق والرئة. وتسبب أمراض الصدر والربو والحساسية المزمنة. والغالبية العظمي من الأهالي الذين يعملون بالقمائن مصابون بمرض الصدر وضيق التنفس. أكدت الخبيرة والاستشاري البيئي المهندسة ليلي عرفة أن القمائن إحدي أهم المشكلات التي تلوث البيئة وعلي المشرف الزراعي إخطار الزراعة فور علمه بتجريف الأرض في أي مكان تمهيداً "لدكها" قبل البدء فيها.. وأشارت إلي وجود بدائل أخري لصناعة الطوب كالاتجاه حالياً لاستعمال التربة الطينية المستخرجة من القنوات والترع والمصارف بدلاً من تجريف الأراضي الزراعية وتفضيل عمل القمائن بالصحراء بعيداً عن المناطق الزراعية والسكانية. أوضحت أن الزينية ومدينتي إسنا وأرمنت مازال العمل بالقمائن مستمر بها حتي الآن وتقوم إدارات البيئة والزراعة والصحة بفرض غرامات وعقوبات صارمة من خلال محاضر ضد المتهمين قد تصل عقوبتها إلي الحبس أحياناً في حالة تكرار الخطأ.