نرجو أن ينتهي في أسرع وقت ممكن التوتر القائم حاليا بين شمال السودان وجنوبه علي خلفية النزاع علي منطقة "أبيي" الغنية بالنفط والمراعي الطبيعية. وذلك حتي لا يتطور هذا التوتر إلي حرب أهلية تدمر السودان بشطريه وجيرانه وتمنح الفرصة للتدخل الأجنبي الطامع في تقسيم البلاد إلي دويلات هشة يسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها. جاء هذا التوتر بعد سيطرة الجيش السوداني علي أبيي. وأعلن مسئولو الشمال أن دخول القوات المسلحة السودانية جاء بغرض تأمين المنطقة والتصدي لاستفزازات الجيش الشعبي الجنوبي وخروقاته لاتفاق السلام الشامل. واتهم مسئولو الشمال حكومة الجنوب بمحاولة فرض أمر واقع علي المنطقة مع اقتراب إعلان دولة الجنوب في التاسع من يوليو المقبل. وأكد المسئولون أن ما حدث في "أبيي" لن يؤثر علي المفاوضات المقررة بين الشريكين بأديس ابابا لأن ذلك أمر مستقل بذاته. كما أكد أن أمر قيام مفوضية استفتاء "أبيي" قائم أيضا وفقا للتاريخ المحدد. لكن حكومة جنوب السودان طالبت القوات المسلحة بإنهاء ما اسمته "الاحتلال" غير المشروع لأبيي. ودعا برنابا ماريال بنجامين وزير الإعلام في حكومة الجنوب لانسحاب فوري للقوات المسلحة السودانيه من المنطقة. واعتبر قرار الرئيس السوداني عمر البشير بإلغاء ادارية أبيي خرقا للدستور واتفاقية السلام الشامل. ويتعين علي حكومتي الشمال والجنوب الاحتكام إلي صوت العقل وتسوية المشكلات القائمة بينهما سياسيا لا عسكريا دون السماح بأي تدخلات خارجية قد تشعل الموقف بين الطرفين من أجل تنفيذ مخططها الرامي إلي تقسيم البلاد والسيطرة علي مواردها.