كل الجرائم الإرهابية التي ارتكبها الإخوان في شتي ربوع البلاد منذ 30 يونيه شيء .. وما حدث أمس الأول في جنوبسيناء ومصر الجديدة ورمسيس شيء آخر. لم يكن يشغلني علي الاطلاق فرقعة هنا أو مظاهرة مسلحة هناك حتي لو دمرت أو حرقت فيها منشأة وسقط شهداء . هي أمور تعودنا عليها رغم حقارتها من أناس احقر غيبت عقولهم وانتزعت الإنسانية من قلوبهم وعميت ابصارهم فيرون الحق باطلا والباطل حقاً..!! فرقعات ومظاهرات نعرف جميعا أهدافها ومموليها وداعميها .. لها اسلوب معين في المواجهة وكان شبه ناجح.. وإن كانت لنا تحفظات عليه. لكن.. أن تتحول جماعة الإخوان الإرهابية واذرعها العسكرية إلي العمليات الانتحارية المتزامنة مع التفجيرات المعتادة .. فإن ذلك يعد تصعيداً نوعياً خطيراً يجب أن يؤخذ بجدية ويكون له اسلوب مختلف في المواجهة والردع.. حقيقة لا أعرف كيف؟ فلست متخصصاً .. إلا أن قناعتي هي أن التأمين التقليدي للمنشآت والأفراد لم يعد هو الأسلوب الأمثل لما هو قادم. طول عمرنا نري لافتات علي المواقع العسكرية والأمنية والحساسة تقول "ممنوع الاقتراب والتصوير" ولا يجرؤ أحد فعلاً علي تجاهلها. بالله عليكم .. كيف في ظل إرهاب أعمي وجبان يصل "انتحاري" إلي داخل الكمين الأمني بالطور ويفجر نفسه؟؟.. إذا لم تكن هناك لافتة تحذيرية فأين الحرم الآمن للكمين والأسلاك الشائكة التي تحول دون اقتراب أي شخص إلا لمسافة غير مؤثرة..؟؟!! وبالله عليكم .. كيف ونحن في ظل نفس الإرهاب يترك "انتحاري" يفجر نفسه قرب اتوبيس ركاب علي الطريق الدولي "الطور - شرم الشيخ" ظناً منه أنه اتوبيس سياحي..؟؟!! وبالله عليكم .. كيف يتم زرع قنبلة اسفل الكشك المرور بميدان المحكمة بمصر الجديدة؟؟.. كيف وصل الإرهابي الذي يحملها إلي كشك وزرعها وغادر المكان في أمان ثم فجرها عن بعد دون أن يراه أحد؟؟.. كيف يا سادة..؟؟!! وبالله عليكم.. كيف توضع قنبلة في سيارة بشارع رمسيس لوحظ أن بداخلها "كاب" أي انها سيارة ضابط ويتم تفجيرها في هذه المنطقة الحيوية دون ان يراه أحد أيضاً؟؟.. هل وصلنا إن الإرهابيين "يتنزهون" وهم يحملون القنابل في الشوارع انتهازاً لأي فرصة..؟؟!! يا سادة .. الأمانة تقضي أن أقول إن المنظومة الأمنية كلها لابد أن تتغير .. الوضع الآن يحتاج إلي قبضة فولاذية تسبق الإرهابيين بخطوة وتمسك الشارع بمنتهي القوة ولا تعبأ بنباح المتباكين علي دماء الإرهابيين بحجة حقوق الإنسان..!! ولا تلتفت إلي سلبية الأنطاع المتشدقين بشعار "الحيادية" أو "الصمت" أمام هذه المشاهد المفجعة..!! الإخوان واذرعتهم العسكرية انتقلوا من مرحلة اجهاد الجيش والشرطة إلي مرحلة السعي لاسقاط الوطن نفسه.. وحينما يكون المستهدف وطناً.. يصبح "الدفاع عن حقوق الإرهابيين" مؤامرة مكتملة الأركان .. ويصبح "الحياد" خيانة و"الصمت" تواطؤا!.