سؤال يطرح نفسه عند اختيار عنصر أو مسئول هل نريد أداء فقط أم حسن أداء فالفارق جد كبير. الأداء يكون بالتواجد والعمل أكثر من نصف اليوم وتوقيع أوراق ومقابلات لكن دون تجديد أو ارتفاع مستوي أو خدمة حقيقية تقدم لا رؤية ولا كاريزما ولا أي شيء إلا موظف ملتزم كبير يؤدي. أي واحد علي كرسي السلطة يؤدي وفق القواعد والقانون والوضع العام بالبلدي يدحرج الكرة مطيع وتابع جيد ويؤدي فقط حتي تنتهي الأيام ويأتي مؤد غيره وهكذا. أما حسن الأداء فله شروط أخري يحتاج مبتكراً ومبدعاً. يعرف الخبايا والأمور يفهم المؤسسة التي يديرها ويعرف المشاكل ويقوم بحلها لا يضيع وقته في مهاترات إعلامية ومسح جوخ له رؤية وله كاريزما وله رأي قد يخالف الروتين يكسره ويحطم القيود وينطلق بالمؤسسة للارتفاع يؤدي بجدية والتزام وحسن أداء راق يتقدم بالقاطرة ويرتفع بها للقمة وبالتالي يفيد البلد والناس ليس بتابع إنما قائد له فكر. السؤال هنا ماذا تريد الدولة.. أداء أم حسن أداء. رضاء للناس والمظاهرات والإضرابات وتكميم الأصوات العالية المتجاوزة.. مجرد تسكين أم علاج جذري لو كان مؤلماً الجراحة والاستئصال أفضل من العلاج المسكن. ماذا تريد.. اقتحام جريئاً للمشاكل أم مجرد مؤد لدور محدد؟!. أيها السادة آن الأوان لاختيار من يحسن الأداء وليس فقط من يؤدي صاحب العظمة والجاه وباحث الوجاهة الاجتماعية ومن هذا الصندوق لأشخاص يحسنون الأداء حتي لو لم يكونوا أصدقاء أو بوساطة أو ضد رغبة الحرافيش كفانا ما عانينا منه منذ 25 يناير حتي الآن من اختيار مؤد وليس نجم شباك يحسن الأداء فوصلنا لما نحن عليه. مصر تحملت فوق طاقتها بسبب اختيارات عشوائية للأداء فقط المهم بلاش مشاكل والمشاكل لا تنتهي وتلد وتتكاثر لأننا لم نعالجها إنما نسكنها فقط كمؤد تابع يحب التشريفات ومطيع ولا نبحث عن مؤد حسن الأداء حتي لو قال لا. هل سنري هذا اليوم.. أصبحت أشك بل وعلي يقين أنه لن يحدث وكان الله في عونك يا مصر لأن اختيار القيادات في بلدنا يتم بطريقة المجاملات والمحسوبية ولا عزاء لأصحاب الكفاءات الذين يجيدون حسن الأداء ويستطيعون أن يخدموا المواقع التي يديرونها. فهل نريد أن تنهض مصرنا العزيزة من كبوتها أم نثقلها بالهموم؟ الوضع الحالي يحتاج منا إلي يقظة والبعد عن المجاملات والبحث عن مسئولين مؤهلين لحسن الأداء وليس الأداء فقط وهذا ما نحتاجه في الفترة القادمة.