تساؤلات حائرة تدور في الأذهان وتتردد علي الألسنة في مختلف الأوساط حول هذه المظاهر والأحداث التي تشهدها الساحة. بلطجية وارتكاب جرائم ومخالفات في ظل تواجد غير كامل لرجال الشرطة في الشارع. ارتباك في المرور. مخلفات بالأكوام في الطرقات. لا مبالاة في اختراق القانون. الويل كل الويل لمن يقف في وجه أي مخالف. أعمال لا تتناسب مع طبيعة الشارع المصري وطيبة أهله! الأكثر حزنا أننا نشاهد هذه المظاهر وقلوبنا يعتصرها الألم ولم نر أو نسمع اجابة علي الأسئلة التي تتكرر فلماذا كل ما يجري رغم ان الشباب قد استطاع فتح نوافذ الحرية في 25 يناير ومعه بعض الطوائف. إلا ان البعض استغل هذا المناخ وتوالت الاعتصامات والمظاهرات. المطالب الفئوية والطائفية بلا حصر. نداءات للحكماء بالتريث والانصات إلي صوت العقل لكن بلا جدوي. فالكل في شغل فاكهون وكأنها فرصة يجب انتهازها قبل فوات الأوان . نزعات طائشة وتحريك لفئات وبث للفرقة وكأن وطننا العزيز مصر أصبحت بعيدا عن الوجدان والخاطر. ركب موجة هذه الثورة لشباب طاهر أناس لا علاقة لهم بما كان يقصده هؤلاء الأبناء البعض صوته ارتفع بصورة تثير الانتباه يزعم انه كان من الثوار الذين ساهموا في اسقاط النظام ويريد تحقيق طموحاته. وكأنه الوحيد الذي يستطيع تلبية رغبات الكادحين رغم ان الجميع يدرك انه لا يشغله سوي نفسه مفارقات وتناقضات غير مسبوقة لا تساهم في تقدم أو تنمية أو نهضة أو عمران. نقول لهؤلاء: نريد بذل اقصي الجهد لوقف هذه المظاهر وإذا كنتم تريدون البناء بعد هدم الفساد فالمجالات أمامكم متعددة ايدينا في ايديكم من أجل العمل والبناء بعيدا عن المصالح الشخصية أو تصفية الحسابات.. الوطن يعاني من هذه الأمراض والاعتصامات أمام ماسبيرو وتدخل يومها العاشر. الانقسامات بين الطوائف متعددة وبلا توقف حول أي قضية من القضايا الاتهامات تنهال علي أي معارض لهذه الانقسامات ولعل أقرب هذه الاتهامات. هؤلاء من فلول النظام وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان وبلا مبالاة. الاقتصاد ينزف والاسعار توالي الارتفاع دون أن ينفض هؤلاء ويكفوا عن هذه الأساليب التي تستغرق الوقت والجهد بلا طائل من ورائها. التساؤل الذي يفرض نفسه بقوة إلي متي تستمر هذه الأعمال وهل هانت علينا مصر وألم يحن الوقت للقفز علي خلافاتنا وتضميد أي جراحات والصبر علي من اختلفنا أو نختلف معهم فالمصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. الأمر يتطلب ان يتحلي كل منا بالصبر حتي نتجاوز هذه المرحلة وننتظر حتي تنطلق عجلة الإنتاج ونترك الفرصة لحركة السياحة والاستثمار والتنمية ان تنطلق بعد هذا الكساد الذي ضرب كل جوانب حياتنا ولا داعي للشقاق والانقسام فكلنا شركاء في هذا الوطن ومن يزعم أنه يستطيع الانفراد به وحده فمن المؤكد أن الوهم قد سيطر عليه لا سبيل أمام أي إنسان مخلص لبلده وأهله إلا بالعمل الجاد والتعالي فوق أي نزعات أو مصالح شخصية والتطلع إلي المستقبل بقلوب وعقول مفتوحة وقبول الرأي الآخر بكل رحابة الصدر وليتنا ندرك ان الحوار البناء والموضوعي هو أقصر وأفضل الطرق لتحقيق ثمار هذه الثورة. تعالوا نتفق علي كلمة سواء ونتناسي كل الاحقاد والخلافات ولتتضافر جهودنا معا فمن يريد لهذا الوطن الرفعة ان يبادر بتلبية صوت العقل والحكمة ويقبل علي مصافحة ومصارحة شركائه في هذا الوطن لأن موجة الغلاء ونزيف الاقتصاد وتراكم الديون وغير ذلك من الهموم التي نعاني منها لن ينجو منها أحد. الواجب الوطني يفرض علي كل إنسان مخلص لأهله ووطنه الإقبال بكل همة ونشاط ورغبة وعزم لا يعرف اليأس في رأب الصدع وتنحية أي خلافات والامساك بزمام المبادرة وليتنا ندرك ان ثمار الثورة لن نجنيها إلا بالتكاتف والعمل الجاد وليكن لنا فيما جري عبرة. دعونا من النظرات الضيقة والاغراض الشخصية فكلنا اخوة وليكن التسامح والعفو والتصالح هو طريقنا نحو غد أفضل ومستقبل مشرق بإذن الله وليدرك الجميع ان النظر للخلف وتحريك الاحقاد واثارة الضغائن لن يبني الوطن ولن يصنع مستقبلا. يا سادة كفانا انقساما وحان الوقت للعمل والبناء.