شركة أسمنت أسيوط ضربت نموذجاً صارخاً للجانب المظلم من عملية الخصخصة. وتحولت إلي مثال لعودة الحماية الأجنبية من خلال الشركات التي اشترتها وشردت آلاف العمال بها بطرق ملتوية وغير قانونية. والقوا إليهم ببعض الفتات لا تسمن ولا تغني من جوع مقابل خروجهم معاشاً مبكراً.. وهم لا يزالون في عز شبابهم. قال مجدي البدري 49 عاماً قام المسئولون بشركة اسمنت اسيوط بإجباره هو والعديد من زملائه في العمل علي تسوية معاشهم مبكرا حيث انه كان يعمل ميكانيكي بالشركة وهذا مخالف للقانون حيث انه من المفترض ان يعرض الامر عليهم ومن يقبل تسوية معاشة مقابل ان يعطي له تعويض مادي ففي هذه الحالة هو حر اما نحن فقد اجبرونا علي تسوية المعاش مقابل مبلغ مادي لا يعد مناسبا مقابل سنوات الخدمة التي قضيناها بالشركة حيث اننا قضينا 14 عاما في خدمة الشركة وقدموا لنا 40 الف جنيه كتعويض ولا اتقاضي اي معاش لاني لم اكمل الستين حتي الان وقد طالبنا في الفترة الحالية بحقنا في الرجوع الي العمل حيث اننا قمنا بمظاهرة طالبنا فيها باسترداد حقوقنا.. لكن القائمين علي الشركة وعدونا باعطائنا نسبة من قيمة بيع المصنع لكن نحن لانريد اي مبالغ مالية لكننا نريد العودة الي العمل مرة اخري. نصف المعاش لأبودهب قالت زوجة ابودهب عبدالرحيم عزيز "أبكم" انه كان يعمل في شركة اسمنت اسيوط التي خصصتها ومثله مثل غيره من العاملين أجبر علي تسوية معاشه مبكرا. مقابل التعويض الذي قدمته له الشركة والذي قدرته بحوالي 30 الف جنيه ومع انه كان قد قارب علي الستين 58 عاما الا انهم رفضوا صرف المعاش له. اضافت الزوجة حاولنا بطرق عدة ان نحصل علي المعاش لكن الوضع كان صعبا ثم اجابنا اصحاب القلوب الرحيمة بأن المعاش سوف يصرف لنا عن قريب لانه قد اتم الستين لكن علينا ان نتمهل بعض الشئ وبالفعل تم صرف المعاش. لكننا حصلنا علي نصف معاش فقط وليس المعاش كاملا. لذا عندما قام العاملون بإثارة الموضوع مرة اخري قمنا بالمشاركة لعلنا نحصل علي المعاش كاملا وعلي كل مستحقاتنا في الشركة. قال عبدالعاطي محمد محمد كنت اعمل في شركة الاسمنت باسيوط التي تم خصخصتها من قبل الحكومة السابقة. وتم اجبارنا علي تسوية معاشنا تسوية مبكرة وفي الفترة التي تمت فيها تسوية المعاشات كان سني لايتجاوز 48 عاما وقد خدمت في الشركة 16 عاما والتعويض الذي قدمته لي الشركة لايعد الا نسبة ضئيلة جدا من حقوقنا الفعلية التي لنا ويقدر التعويض ب 48 الف جنيه. وقد حصلت في بادئ الامر علي معاش ضئيل جدا لايسد حاجة الاسرة حيث انني متزوج واعول 7 ابناء وقد طالبت في المظاهرة التي خرجنا بها في اسيوط الحاكم العسكري بأن يرد لنا حقوقا ونريد ان نستردها وهي حقوقنا في الكرينيكر وهذه المادة الخام التي تستخدم في صناعة الاسمنت والتي يتم استخراجها من جبل اسيوط الغربي وهي بالمناسبة تعتبر صلب صناعة الاسمنت باضافة بعض المواد الصناعية البسيطة وان تكلفة طن الاسمنت لايزيد علي المائة جنيه بأي حال من الاحوال في جميع مراحل الانتاج رغم ان سعره قارب علي الستمائة جنيه اي ان هناك فرقاً في سعر الطن بين البيع والانتاج حوالي 500 جنيه وكلها تذهب في جيب المستثمر الاجنبي وهو ماجعلنا نثور علي هذا الوضع المقلوب وان خيرات بلدنا تذهب الي الاجانب في حين يحرم ابناء مصر من حقوقهم المشروعة ولذا طالبنا بحقوقنا في اسهم الشركة وحقوقنا في صندوق الزمالة وقد وعدنا الحاكم العسكري باسيوط انه سوف يتابع الموضوع. ولكن علينا ان نرسل بشكاوي تضم كل فرد منا الي النائب العام بالقاهرة والي النيابة الادارية. اضاف علي صابر علي حماد وهو يتحدث عن والده الذي توفي هذا العام قائلا ان والده عمل بشركة اسمنت اسيوط سائقا وقد اجبر علي المعاش وهو في سن 49 عاما منذ عام 2000 عام الخصخصة وبيع الشركة للاجنبي ولم يحصل الا علي الفتات ماهو الا 35 الف جنيه كتعويض من الشركة. وقد طالبنا مع جميع العاملين الذين استغنت عنهم الشركة الحاكم العسكري باسيوط بالنظر في الامر مرة اخري بأن يصرف لنا معاش او يصرف لاخوتي الاصغر مني وعددهم 7 افراد بنتان و5 اولاد بالاضافة الي والدتي المسنة وليس لدينا دخل سوي عملي سائقا علي احدي السيارات وهو عمل غير مؤمن عليه بالاضافة الي انه غير ثابت وتتحكم فيه الظروف. خميس وأولاده الأربعة أما خميس البدري فيقول انني واحد من الالف عاما الذين قضت علي احلامهم الشركة فبعد خدمة استمرت حوالي14 عاما وبالتحديد 13 سنة واربعة شهور اجبروني علي الاستقالة ووافقوا علي إعطائي مكافأة حوالي 60 الف جنيه رافضين في ذلك الوقت منحي معاشا شهريا اسوة بزملائي مبررين ذلك انني لم اكمل سنوات العمل التي استحق عليها معاشا رغم انني لدي اربعة اولاد في التعليم . يتساءل عبدالرؤوف محمد عبداللطيف 48 سنة والمقيم بقرية المعصرة مركز الفتح بأسيوط عن من يستطيع اعادة حقوقهم المسلوبة التي لهفها المستثمر الاجنبي منذ عام 2000 حتي هذه اللحظة وهي فترة زمنية كبيرة ذاق خلالها مرارة الحرمان وقسوة العيش في سبيل الحصول علي فرصة عمل ولما لا وهو يعول اسرة كبيرة مكونة من ستة افراد بالاضافة الي والده المسن تلك الايام التي لايريد ان يتذكرها لانها لم تضف الي عمره الا سنوات شقاء وحرمان.