بحبك.. كلمة سمعتها أكثر من مرة من أشخاص مختلفين وأحياناً كنت اتجاوزها ولا اهتم وأوقاتاً كنت انشغل بها لفترة وافكر فيها لكني أعود وأسيطر علي مشاعري حتي لا اتورط في مغامرة غير محسوبة. ثم قابلته.. شاباً وسيم الشكل يهتم بمظهره هو شقيق لصديقتي ويعمل في شرم الشيخ وفي أيام اجازته يقوم بتوصيل شقيقته إلي الجامعة ويصطحبها إلي المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسي.. لا أعرف ماذا حدث لي وجدت نفسي اذهب مبكراً إلي الكلية لأكون في انتظاره مع شقيقته واتعمد البقاء معها صباحاً ومساء لأتبادل معه كلمات قليلة. وعند سفره لعمله شعرت أنني فقدت لحظات الاثارة في حياتي ومرت الأيام كئيبة إلي أن عاد مرة ثانية ودون أن أدري بدأت اهتم بمظهري وكأنني ذاهبة إلي موعد غرامي وليس إلي الجامعة وعندما رأيته أحسست باللهفة في عينيه. هذه المرة شعرت أنه يسعي للاقتراب مني أكثر وفوجئت بصديقتي تخبرني أنه لم يتوقف عن السؤال عني ويهتم كثيراً بكل اخباري قالت كلماتها ثم غمزت لي بعينيها وتركتني ضاحكة لأجد نفسي مرتبكة جداً ثم وجدته أمامي فجأة. تعثرت كلماتي وبح صوتي وكأنه فهم ما اعانيه فطلب مني الذهاب إلي احد الكافيهات القريبة من الجامعة فوافقت وفي الكافيه اعترف لي بحبه وتمادي قائلاً: "أنا لا أحضر للجامعة إلا لأراكي وأنا أحبك منذ أول يوم رأيتك فيه" ثم مسك يدي وقال: "أرجو أن تستمر علاقتنا وألا تتركيني مهما حدث". شربت العصير علي دفعتين.. وكأنني كنت تحت تأثير مخدر قوي المفعول لا أعلم ماذا قلت لكني همهمت بكلمات مرتعشة غير مدركة لما يحدث ثم استأذنت منه وذهبت إلي بيتي مباشرة ثم إلي حجرتي وأغلقت الباب من الداخل وأعدت شريط ما حدث من جديد. هنا تأكدت من حبي له.. وفي اليوم التالي كان الحوار أكثر هدوء وكنت متماسكة أكثر ولا أعرف من أين أتتني قوة الأعصاب لأعترف له أنا أيضاً بالحب.. ثم بدأنا الكلام عن مستقبل حبنا وكان أمامه 3 أيام قبل السفر ووضعنا أكثر من سيناريو لحياتنا المشتركة وعندما عدت إلي المنزل فوجئت بأمي تخبرني بأن هناك عريساً سيحضر في الغد وطلبت مني الاستعداد. كرهته من قبل أن أراه وقررت رفضه مهما كان وفي الموعد وكان البيت كله متوتراً أما أنا فكنت في قمة الهدوء فالأمر لا يعنيني ثم عندما دخلت لأسلم علي العريس كانت مفاجأة العمر التي لم اتوقعها فالعريس هو حبيبي الذي اتصل بوالدي وطلب تحديد موعد وأراد أن يفاجئني. مشاعر مختلفة اصابتني فرحة انبهار خجل لا أعرف ثم سلمت وغادرت المكان سريعاً ليفسر أهلي الأمر علي انه ارتباك وخجل وبعد انصرافه اتصل بي فقلت له كلاماً لم اقله من قبل.. ثم جاء والدي يستطلع أمري فأخبرته بموافقتي لكن أبي كان له رأي آخر فهو يري صعوبة ارتباطي به وهو لا يمتلك شقة بالقاهرة وظروف عمله الصعبة ومعوقات أخري كثيرة. تعقد الموقف وسافر حبيبي وهو مرفوض لكن علاقتنا مستمرة.. يطالبني بالوقوف بجواره وعدم التخلي عنه مهما حدث.. وأنا أحبه ولااستطيع الحياة بدونه وابتعادي عنه هو حكم بالإعدام.. ماذا نفعل وكيف نواجه الموقف خاصة وأن أهلي يظنون أن القصة انتهت ولا يعلمون بالفصول الأخري التي تدور الآن.. فلا تتخلي عنا وانصحنا. ه . ب القاهرة رغم أن الموقف معقد والأحداث غير المتوقعة التي جاءت مخيبة لآمالكما إلا أنني احييكما علي رقي قصة حبكما التي فيها من التفاصيل ما يجعلنا نفخر بكما وبالجدية التي تعاملتما بها مع هذا الحب الكبير المحترم. أوجه التحية لهذا الشاب الذي ما أن تأكد من مشاعره ومن وجود القبول لديك إلا وأنهي مرحلة الكلام لتبدأ لحظة الأفعال فدخل البيوت من أبوابها معلناً حبه ورغبته للجميع وحتي رغم ما حدث من والدك فهو يتمسك بك ومصر علي مواصلة المشوار. الآن عليكما مواجهة الموقف وها أنا لا ألوم علي والدك الذي من حقه أن يطمئن عليك ويسعي لتأمين مستقبلك فهذا حقه وواجبه أيضاً.. مطلوب الآن من هذا الشاب المحترم أن يحاول التوفيق بين امكانياته وبين مطالب والدك المشروعة. وعليك أن تصارحي والدتك بالقصة كاملة لتحاول التدخل وتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر.. أما هذا الحبيب فعليه أن يبذل جهداً أكبر ليتوج الحب بنهاية سعيدة لدي ثقة أنكما ستصلان إليها بالتفاهم مع الأهل والحوار ومحاولات الإقناع مع وجود رغبة مشروعة لديكما وتصميم علي مواصلة الحلم إلي النهاية. الحب الحقيقي قد يتعثر وقد يواجه عقبات لكنه مع الصبر والاجتهاد لا ينكسر أو ينهزم بل يتفوق علي الأزمات ويعبرها مهما كانت صعبة أو مستحيلة وفي الاجازة القادمة علي هذا الشاب أن يكرر محاولته مرة أخري إلي أن تنجحا في تحقيق الهدف المشروع جداً مع تمنياتي لكما بالتوفيق والاستقرار.