يتوجه اليوم 22 مليون جزائري لهم حق الانتخاب إلي صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد لخمس سنوات مقبلة من بين ست مرشحين لمنصب رئيس الجمهورية تحت مراقبة اللجنة الوطنية للإشراف علي الانتخابات واللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات وتحت أنظار بعثات دولية. تشهد الجزائر استعدادات غير مسبوقة تحسباً لأهم استحقاق سياسي في تاريخها وهو الانتخابات الرئاسية المقررة اليوم والتي تجري هذه المرة في ظل أجواء مشحونة ومتوترة بسبب الغموض الذي يكتنف الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وتزايد الاحتجاجات المناهضة لتوليه فترة رئاسية رابعة. ولتأمين هذا الحدث كلفت قوات الأمن أكثر من 186 ألف رجل شرطة بالحضور في 4600 مركز انتخابي و25 ألف مكتب اقتراع عبر ولايات الجزائر الثمانية والأربعين. اتخذت وزارة الداخلية الجزائرية والجماعات المحلية عدة إجراءات لضمان حسن سير العملية الانتخابية التي ستبدأ في تمام الساعة الثامنة صباحاً وتنتهي في السابعة مساء اليوم. كما ضاعفت المديرية العامة للحماية المدنية من الخطط الوقائية ونشرت عناصرها في جميع مراكز ومكاتب التصويت. أما الجيش الشعبي الوطني فقد أعلن حالة التأهب بالنظر إلي الوضع الإقليمي المضطرب علي حدود الجزائرالشرقية والغربية والجنوبية. كما تعهد في الوقت نفسه بتأمين عملية الاقتراع في جميع الولايات حتي يتمكن الشعب الجزائري من أداء واجبه الانتخابي. ومن المقرر أن تعلن النتيجة صباح غد الجمعة وفي حالة عدم حصول أي من المرشحين علي الأغلبية المطلقة ستجري جولة ثانية وفقاً للمادة "135" من القانون العضوي المتعلق بالانتخابات. وقد فرقت الشرطة الجزائرية بالقوة محاولة من جانب ناشطين معارضين إطلاق احتجاج بالعاصمة ضد ترشح بوتفليقة لفترة ولاية رابعة. وتمكن عدد قليل من عناصر حركة "بركات" المعارضة من التجمع بوسط العاصمة قبل مطاردة الشرطة لهم وإجبارهم علي الابتعاد وذلك أمام مجموعة من الصحفيين الأجانب.