عرض الكاتب الأستاذ فهمي هويدي في مقاله بصحيفة "الشروق" بالأسماء قصة وتفاصيل تعذيب شابين بواسطة رجال الأمن. تم اعتقالهما خلال الشهر الماضي للوقوف علي معلومات منهما حول المظاهرات التي شاركا فيها التي تتسم بالعنف.. من وراءها؟! ومن يمولها؟! ومن يمدها بأدوات العنف؟! إلي آخر ما يتعلق بهذا الموضوع. والأستاذ فهمي هويدي ليس شاهداً شخصياً علي المعلومات التي ساقها حول الشابين.. وإنما هو ناقل عن مواقع الكترونية من بينها "بوابة يناير" لكن طريقة عرضه بدت وكأنه متأكد من هذه المعلومات الأمر الذي أثار استياءه وحزنه ولاشك أنه يثير استياء وحزن أي إنسان مهما كان انتماؤه أو حتي خلافه مع الإخوان إذا ثبت صدق هذه الادعاءات. الشابان اللذان حكي عنهما هويدي يدعيان محمد وجيه ويعمل أميناً لحزب مصر القوية بمحافظة الجيزة.. والآخر اسمه عمر جمال الشويخ "19 سنة" طالب بالسنة الأولي بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر. يقول الأستاذ فهمي إن الشابين تعرضا لعمليات تعذيب غير إنسانية بعد اعقتالهما للحصول منهما علي معلومات.. وهذا التعذيب أسفر عن كسور في أجزاء من عظام الجسم وجروح غائرة وكدمات وسحجات في مناطق عديدة.. إلي جانب صعق بالكهرباء ومحاولات تحرش إلي آخر ما ذكره من تفاصيل. ونحن هنا نود أن نؤكد أنه في عصر ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو التي لم يعترف بها الإخوان وما أسفرت عنه كل منهما من إزاحة كوابيس الفساد والطغيان والقضاء علي الدولة البوليسية والحكم الانغلاقي لا نقبل أن نعود القهقري وكأنه لم تقم ثورتان من أجل الحرية والكرامة الإنسانية. إن وزارة الداخلية مطالبة بالرد علي هذه الادعاءات التي نقلها الأستاذ فهمي هويدي. وهذا الرد لن يخرج عن أحد أمرين: إما أن ينفي هذه المعلومات نفياً كليا قاطعاً وعندئذ يجب مساءلة المصدر الأصلي الذي تم النقل عنه.. وإما أن يعترف بما ورد في المقال من عمليات تعذيب.. وعندئذ يجب محاسبة المسئولين عنه أياً كانت هويتهم وإحالتهم إلي التحقيق والمحاكمة لينال الجاني جزاءه المستحق. إننا نعلم يقيناً أن الأستاذ فهمي هويدي إخواني الهوي. ومتعصب في كتاباته المؤيدة لهم سواء أكانوا علي حق أم علي باطل في تصرفاتهم.. وكل إنسان له الحق في أن ينتمي إلي الفكر الذي يناسب هواه ويتكيف معه بشرط ألا يتجاوز حدود الحرص علي الوفاق والسلام الاجتماعي. إن الطريقة التي عرض بها الأستاذ هويدي الحالتين من شأنها أن تثير الأحقاد والضغائن خاصة إذا كان فيها مبالغة وتؤدي إلي مزيد من العنف والعنف المضاد في وقت يجب أن يتكاتف فيه الجميع من أجل إحلال السلام في هذا المجتمع وأن يدركوا أننا أصبحنا أمام أمر واقع ولا عودة إلي الخلف. إن جماعة الإخوان ارتضت أن يكون العنف وسيلتها وأسلوبها في الدفاع عما تراه حقاً لها حتي ولو كان هذا الحق ضد إرادة الشعب. كل الشعب.. ولا يهمها أن يسقط كل يوم قتلي وشهداء من الشرطة أو من المواطنين المدنيين أو من رجال القوات المسلحة من مبدأ "عليَّ وعلي أعدائي"!! وعلي الجماعة أن تعرف أن كل هذه محاولات يائسة لا طائل من ورائها.. وعليها أن تعيد صياغة أوضاعها لتندمج في المجتمع من جديد.. وإلا لو ظلت علي هذه الحال من العناد والعنف فإن هذه الدماء التي تسيل ستقيم حاجزاً أبدياً بينها وبين بقية أبناء الشعب. في نفس الوقت فإننا نرفض تماماً العودة إلي أساليب التعذيب مع من يتم القبض عليهم حتي ولو كانوا متلبسين بالقتل. ويجب أن يكون القصاص العادل منهم من خلال الأحكام القضائية ولا شيء غيرها. وعلي وزارة الداخلية أن تضع النقاط فوق الحروف فيما أثاره الأستاذ فهمي هويدي من معلومات حول الشابين اللذين تم اعتقالهما. نختلف مع الإخوان في فكرهم وأساليبهم كل الاختلاف بل وندين هذه الأساليب ولكننا في نفس الوقت لا نرضي بإهدار كرامة الإنسان والاعتداء عليه جسدياً بعيداً عن القانون.