للمشتري رد السلعة المعيبة * يسأل محمد حسين من مدينة برج العرب بالإسكندرية: ما هو التبني.. وما هي أول حالة تبني في الإسلام.. وهل هو حلال.. أم حرام؟! ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبدالغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز بالإسكندرية: إن الصورة المفهومة من كلمة تبني عند الإطلاق وفي العرف الشائع والمتعارف عليه عند الناس أن ينسب الشخص إلي نفسه أخذ الأطفال وهو يعرف أنه ولد غيره وليس ولده وينسبه إلي نفسه نسبة الابن من الصلب ويثبت له كل أحكام البنوة من استحقاق إرثه بعد موته وحرمة تزوجه بحليلته. وهذا الشأن كان يعرفه أهل الجاهلية وكان سبباً من أسباب الإثر التي يورثون بها فلما جاء الإسلام حرم التبني وأهدر آثاره وأرشد الله نبيه إلي التمسك بالواقع الصحيح في البنوة من صلب الرجل فقط. فقال تعالي: "وما جعل أدعياءكم أبناؤكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم".. الآيات. فعلم من الآيات أن التبني حرام. وقد تبني رسول الله صلي الله عليه وسلم زيد بن حارثة علي ماكان شائعاً قبل الإسلام وقبل التشريع في هذه المسألة فكان يدعي زيد بن محمد وحينما طلبه أبوه وأهله من النبي صلي الله عليه وسلم وكّلَ النبي صلي الله عليه وسلم لزيد أن يختار إما النبي وإما أهله فآثر زيد أبوة النبي صلي الله عليه وسلم علي أبوة أبيه من الصلب فلما نزل القرآن بإبطال التبني أمر الله عز وجل نبيه أن ينفذ هذا التشريع الجديد في متبناه زيد ليكون ذلك عند الأمة باعثاً علي الامتثال والمسارعة إلي القبول دون تحرج أو تردد من ترك ما ألفوه. فنقول إن التبني حرام شرعاً وإن أول متبني في الإسلام هو زيد بن حارثة الذي تبناه رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي حرم الإسلام التبني وأمر الله نبيه بتطليق زيد زوجته زينب بنت جحش ويتزوجها رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا أبلغ في تحريم التبني لأن زوجة الابن من الصلب حرام علي الأب. * تسأل دعاء ممدوح من الجيزة: اشتريت شيئاً ووجدت به عيباً أخفاه البائع عليَّ. فهل من حقي أن أرده علي البائع. أو أطلب تعويضاً عن هذا العيب؟! ** يجيب الشيخ كمال خضيري عبدالغفار إمام وخطيب مسجد عمر بن عبدالعزيز بالإسكندرية: إذا ظهر بالمبيع عيب فللمشتري رده سواء كان العيب موجوداً وقت العقد أو حدث بعد العقد وقبل القبض. فقد أجمع العلماء علي جواز الرد بالعيب الموجود وقت العقد. وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "أن رجلاً ابتاع غلاماً فأقام عنده ماشاء الله ثم وجد به عيباً فخاصمه إلي النبي صلي الله عليه وسلم فرده عليه" "رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: صحيح" وقسنا ما حدث بعد العقد وقبل القبض علي المقارن للعقد لأنه من ضمان البائع. والعيوب كثيرة وضابط ذلك أن كل ما نقص العين أو القيمة نقصاناً يفوت به غرض صحيح يرد المبيع. وشرط رد المبيع بالعيب أن يتمكن المشتري من الرد. أما إذا لم يتمكن بأن تلف أو ماتت الدابة ثم علم بالعيب فلا رد ولكن له أرش العيب. والأرش: جزء من ثمن المبيع نسبته إلي نسبة ما نقص العيب من القيمة عند السلامة. مثال: قيمة المبيع مائة بلا عيب وتسعون مع العيب فالأرش عشر الثمن وهو عشرة. ويجب الرد علي الفور عند اكتشاف العيب فإذا أمكنه الرد وقصر لزمه البيع إلا إذا كان التأخير لجهل المشتري بالحكم لأن مثل هذا قد يخفي علي العوام.