انتفض المجتمع الرياضي بكل ألعابه وبالأخص كرة القدم عندما سمعوا وفاة النجم الخلوق طه بصري الذي فقدت الرياضة بموته أحد عناصر الأخلاق الحميدة قبل ان يكون نجماً يشار له بالبنان لاعباً أو مدرباً.. ولكن لماذا هذه الانتفاضة وسط زحام الأحداث التي تشهدها مصر.. والمنافسات الكروية في الدوري وحيرة ترمومتر المستويات والترتيب في جدول الدوري الذي يشهد هو الآخر انقلابات لا يستطيع معها أي متابع تحديد الفرق الأربعة التي ستتنافس علي درع المسابقة هذا الموسم. ومع ذلك ترك الجميع المنافسات ما بين الهزائم والانتصارات ووقفوا حزاني يترحمون علي شخصية كروية كانت تقف علي عرش الأخلاق تحمل في قلبها الطيبة وحب الجميع واحترام الصغير قبل الكبير.. في عقلها ذكاء فطري وعشق نادر لموهبته كرة القدم.. لاعباً متألقاً.. وهدافاً نادراً.. ومايسترو قدير في وسط الملعب وصانع ألعاب فنان.. وفي قدميه خير كثير لفرقه التي لعب لها في مصر والكويت وبالأخص الزمالك والعربي. ثم قدرة نادرة في صنع الخطط وتشكيل الفريق الذي يدربه سواء في أي ناد أو منتخب أو مديراً للكرة اتسم باحترام من عمل معهم فاحترموه وقدروه. انه طه بصري ابن الجبل الذي لم يخرج من عباءته حتي آخر أيامه.. دائماً بين ناسه وأسرته كان مثلهم الأعلي عند كبيرهم أو صغيرهم بالاخلاق الحميدة والتواضع الجم وحب الخير خاصة عندما كان يفيض بهذه النعمة التي وهبها الله له علي أهله في منطقة الجبل الأصفر بلا تعال أو غرور مهما وصل لأعلي مراتب اللعبة الشعبية نجماً في المستطيل الأخضر وعملاقاً في مجال التدريب ومحترماً بين الجميع. ظل المرحوم طه بصري علي نفس ما تربي من إيمان راسخ وأخلاق حميدة الي ان فاجأه المرض الخطير فجأة وهو في عنف حيويته وشبابه رغم تجاوزه واقترابه للشيخوخة ولكن كان يحمل في صدره قلباً نابضاً بالحيوية وعقلا راجحا.. وفكرا متجددا.. ولكنها ارادة الله.. ومشيئته الذي أراد له الابتعاد عن الحياة في هذه اللحظات التي كان يستعد فيها لعمل جديد في مجال التدريب.. سبحان الله ولا راد لقضائه. وأعود لأقول بكل هذه الصفات وهذا التاريخ الناصع.. وهذا الحب لكل الناس انتفض المجتمع وخرج الجميع يودعونه لا فرق بين أبناء الزمالك الذي تربي فيه وعشقه أو من باقي الأندية المحبة للأخلاق.. والفن الكروي.. والكرم.. والتواضع. فعلاً فان للاخلاق مكانتها واحترامها لأي شخص حياً أو ميتاً. وعندما أعزي صديقا عرفته مع أول مباراة لعبها مع الزمالك في منتصف الستينيات فإني أعزي نفسي علي فقد تلك الشخصية كواحد من الآلاف التي احبته وخرجت تشيعه لمثواه الأخير حباً لنجم بارز فناً وخلقاً وصديق وفي لم ينس أبداً من قدم له نصحاً.. أو توجيهاً.. أو حتي تهنئة. رحمة الله عليك يا بصري.. وداعاً لنموذج أخلاقي كريم ونادر.. وإلي جنة الخلد الي أن نلقاك.