* يسأل مختار حافظ جاد منصور منجد مفروشات: كيف نوفق بين قوله تعالي: "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله" وحديث النبي صلي الله عليه وسلم "لا تجتمع أمتي علي ضلالة"؟ ** يجيب الشيخ أيمن حسن رفاعي من علماء وزارة الأوقاف: يقول تعالي: "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين" "يوسف آية 103" فلا يوجد أي تعارض بين الآية الشريفة والحديث لأن المراد هنا في الآية الشريفة هم أهل الكفر الذين لم يؤمنوا بالرسول صلي الله عليه وسلم بل ووضعوا شروطاً لإيمانهم علي النبي مثل: أن يصرف عنه الفقراء والمساكين أو يطلبوا الغني والجاه والآيات التعجيزية من النبي والله عز وجل جلاله غني عنهم فنزلت الآية الشريفة تعظيماً لهؤلاء الفقراء والمساكين وتحقيراً لهؤلاء الكافرين "وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله". أما الحديث الشريف: فمقصده أهل الدعوة والإيمان فمن فضائل الأمة المحمدية أن إجماعهم حجة قاطعة وإن اختلاف المجتهدين من العلماء رحمة وتوسعة علي الناس حتي يأخذ كل إنسان ما يتناسب مع حاله في أمر الفروع في مواضع الاجتهاد أما أمر الأصول فلا خلاف عليه بدليل ما رواه الإمام الحاكم وغيره من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم: إن الله لا يجمع هذه الأمة علي ضلالة أبداً وإن يد الله مع الجماعة فاتبعوا السواد الأعظم فإنه من شذ. شذ في النار. وعن عبدالله بن عباس قال رسول الله: أنتم شهداء الله في الأرض وعنه صلي الله عليه وسلم: تكادون أن تعرفوا أهل الجنة وأهل النار بالثناء الحسن أو بالثناء السيء. وقد قال عبدالله ابن مسعود: إذا سئل أحدكم فلينظر كتاب الله فإن لم يجد ففي سنة رسول الله فإن لم يجد فلينظر ما اجتمع عليه المسلمون وإلا فليجتهد. نسأل الله أن يهدينا لما يحب ويرضي وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. * يسأل مسعد أبومصطفي من البحيرة: هل حديث من بكر وابتكر وغسل واغتسل ومشي ولم يركب ودنا من الإمام ولم يتكلم فله بكل خطوة يخطوها درجة وأجر سنة كاملة صيامها وقيامها صحيح؟ ** يجيب الشيخ أيمن حسن رفاعي من علماء وزارة الأوقاف: الحديث صحيح رواه أحمد وأبوداود والترمذي وغيرهم من حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال النبي صلي الله عليه وسلم: "ومن غسل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر ومشي ولم يركب ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها". والمراد بقوله غسل أي الرأس خاصة لأن العرب كانت تجد مشقة وتكاسل في جلب الماء وفض الشعر لغسله فالأمر كان غير محبب لهم وإذا فعلوه فبالكثير من المشقة والجهد والوقت وقال آخرون من العلماء إن الأمر فيه حث علي جماع الزوجات قبل الخروج للجمعة لمن كان متزوجاً ليكون أملك لنفسه وأحفظ لبصره من النظر إلي النساء وقوله صلي الله عليه وسلم "وبكر وابتكر" أي كان حريصاً في الحضور إلي المسجد مبكراً قبل الإمام ليكون قريباً منه فينال من الله أجراً كبيرا جزاء حرصه وجهده علي سماع الإمام لأن الاستماع للخطبة فريضة مع الصلاة فينال بالأجر ما لا يعلمه إلا الله لأن الصيام والقيام يجازي الله عليه بالجنة والمغفرة وله هذه المنزلة مع كل خطوة يخطوها نحو المسجد فكثر خير الله وطاب.