أطلق فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر. خلال كلمته أمام "منتدي تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة" بالإمارات مبادرة دولية لتحقيق التعارف بين الأمم والشعوب. دعا الإمام الأكبر هذا المنتدي إلي أن يتبني قاعدة "التعارف" التي وردت في قوله تعالي: "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا" وأن ينشط لتعزيز السلم في المجتمعات العربية والإسلامية. بحيث يتم فتح قنوات اتصال مباشر بين العلماء والحكماء وبين صناع القرار من السياسيين في الشرق والغرب. وأن يدعو إلي ترسيخ قيم السلام والأمان والأخوة والمحبة عبر برامج الحوار. وعبر برامج تعليمية لتربية النشء والأطفال علي اختيار الممارسات السلمية في الحياة اليومية. وأن يتحرك فوراً من أجل دعوة عامة لعلماء المسلمين للجلوس بقلوب صادقة ومخلصة لا تشوبها شوائب المصالح والأغراض والانتماءات الصغيرة. التي كانت ولا تزال سبباً في تأخر أمتنا العربية والإسلامية. وتفككها وضعفها وهوانها علي الناس. أكد أن الحضارات الكبري المعاصرة الآن لا تجد بأساً إذا أعوزتها أسباب الفتن والحروب أن تخترع لها عدواً تدير عليه رحي الحرب. وتنقل إليه بؤر التوتر والعدوان والقتال بعيداً عن أراضيها وشعوبها.. وأضاف: وإني وإن كنت لا أعول كثيراً في تفسير مصائبنا التي تحدق بنا في الشرق علي نظرية "المؤامرة" التي تجعل من التآمر الغربي باعثاً رئيساً لمشكلاتنا في الأمن والاقتصاد والصحة والتعليم إلا أن المسرح الذي تتتابع علي خشبته هذه الأحداث البشعة هو مسرح عبثي وفوضوي يشير بكل قوة إلي هذه الأيدي الخفية السوداء التي تمسك بخيوط اللعبة الماكرة وتحركها من وراء ستار. قال إن القوي الكبري في العالم مازالت تمنح السلام للأمم وتمنعه عنها حسب مصالحها الشخصية. ونظام الهيمنة. ومنهج الظلم الذي تبرره القاعدة اللاأخلاقية عندهم. وهي القاعدة التي تقرر أن "الغاية تبرر الوسيلة".. موضحاً ان النظام الأساسي للأمم المتحدة ومواثيقها ومؤسساتها الكبري. لا يسمح بنشر سلام قائم علي قيم العدل والإنصاف ومراعاة حقوق الآخرين. أشار إلي أن من أخطر عوامل الهدم للسلام العالمي ما يسمي بحق: "الفيتو" أو "النقض" والإسراف في استخدامه. الذي يغل يدي هذه المنظمة عن ملاحقة المجرمين وإقرار "السلام العادل" في كثير من مناطق التوتر العالمي. بل ذهب كثير من المحللين إلي أن الفيتو الأمريكي فيما يتعلق بالنزاع الصهيوني الفلسطيني هو أهم أسباب الإرهاب الدولي والتشجيع عليه. أكد أن القائمين علي المنظمات الدولية التي أخذت علي عاتقها نشر السلام فيپالعالم لم يكونوا صادقين في دعواتهم. بل كانوا يفرقون في دخائل أنفسهم بين الغرب والشرق. وبين حق الإنسان الغربي في الأمن والسلم وحق غيره من سائر الناس. وإلا فقولوا لنا: لماذا تخلو أوروبا وأمريكا من بؤر الصدام والاقتتال. بينما تصنع صنعاً أسباب الصدام في الشرق وأفريقيا وبلاد المسلمين علي وجه الخصوص؟! إننا نعلم علم اليقين ان مصانع السلاح في الغرب لا تتوقف عن الدوران لحظة واحدة. فإذا كان ممنوعاً أن يعمل هذا السلاح في الغرب. أو أن يتوجه إلي صدور الغربيين. فأين يعمل إذن هذا السلاح؟ ولمن يتوجه؟ إذا لم يعمل في الشرق وفي صدور أبنائه وبناته؟!