خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس والذي شهد توقيع المصالحة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالقاهرة قال كلاما مهما وايجابيا في لقائه مع رؤساء تحرير وممثلي الصحف المصرية مما يجعلنا - كمصريين - نغير نظرتنا السلبية لحماس والتي حاول نظام حكم الرئيس السابق مبارك علي مدي سنوات طويلة أن يضع حاجزا بيننا وبينها ويتبني موقف إسرائيل منها بوصفها منظمة إرهابية ويساهم في زيادة الفرقة والشقاق بين الفصائل الفلسطينية. مشعل قال: إن الأمة العربية شهدت فترة طويلة من الفراغ السياسي والقيادي وهي تبحث الآن عن قيادة وزعامة وإن مصر هي الأكثر تأهلاً للقيام بهذا الدور. ولفت مشعل الانتباه إلي كيفية قيام مصر بهذا الدور عندما قال: إن ذلك يتطلب استقرار نظامها السياسي الذي انشأته الثورة وأن تنهض اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً لتكون دولة عظمي في المنطقة وتلعب الدور الذي يخدم مصالحها ومصالح أمتها. مما لاشك فيه أن ما قاله مشعل كلام عاقل وقائم علي أسس واقعية ومدرك لقيمة مصر الحقيقية ووضعها بين أشقائها العرب. نحن نوافق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس علي أن تواصل مصر - ومعها الدول العربية - دورها في تأكيد ودعم اتفاق المصالحة الفلسطينية وتنفيذه علي أرض الواقع وألا تدع إسرائيل أو أي دولة أخري تلتف علي هذا الاتفاق وتفسده ليتفجر الشقاق مرة أخري بما يحمله من مآس تعيد الوضع إلي ما كان عليه وأسوأ!! في نفس الوقت علي الجانب الفلسطيني أن يمكن مصر والدول العربية علي المضي قدماً في دورها الذي ارتضاه الجانبان - حماس وفتح - وأن يخضع أي خلاف للتباحث العقلاني في ضوء المستجدات علي الساحتين الإقليمية والعالمية. إن علي حماس - وخالد مشعل بالذات - الذي وضع أمله في مصر أن يساعدها علي القيام بهذا الدور فلا يتعجل دفعها إلي اتخاذ خطوات غير محسوبة في ظل أوضاع عالمية مازالت غير مواتية رغم التحسن الملموس في نظرة الغرب إلي القضية الفلسطينية والذي نأمل أن يؤدي للاعتراف بفلسطين كدولة في سبتمبر القادم. ولا يجب أن ننسي أن إسرائيل مازالت قادرة علي التأثير علي القرار الأمريكي بصفة خاصة والغربي بصفة عامة وأن الطريق لكسر هذا الطوق الإسرائيلي هو وقوف الدول العربية موقفاً موحداً للضغط علي صناع القرار في هذه الدول وذلك لا يمكن تحقيقه إلا بالحوار بين الدول العربية وفي مقدمتها فلسطين والإيمان بأن الخلاف لا يفسد للود قضية خاصة إذا كانت هذه القضية قضية فلسطين.