القرار الذي أصدرته وزارة الداخلية لمنع الجماهير من حضور مباريات الدوري العام لكرة القدم لنهاية الموسم الحالي قرار صائب.. حالفه التوفيق.. فالوطن يمر بمرحلة انتقالية.. وفاصلة في تاريخه.. الشعب المصري العظيم يستعد لاستكمال تنفيذ خارطة الطريق بانتخاب رئيس الجمهورية ومجلس الشعب وبناء دولة مصر الحديثة - مصر العدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة الإنسانية والحرية والديمقراطية - وفي الوقت نفسه يخوض رجال الشرطة الشجعان مع قواتنا المسلحة الباسلة حرباً شرسة ضد الإرهاب الأسود الذي يحاول إعاقة المسيرة وإشاعة الفوضي.. وانطلاقاً من هذا الوقت فإن رجال الشرطة ليس لديهم الوقت أو الجهد لتأمين مباريات الكرة ومواجهة ظاهرة الشغب والعنف والتعصب الأعمي من مجموعات ألتراس الأندية التي باتت السمة الغالبة في أغلب مباريات الكرة سواء المحلية أو الدولية وبلغت الأزمة ذروتها بوقوع كارثة مذبحة مباراة بورسعيد وآخرها أحداث الشغب والعنف التي ارتكبها ألتراس الأهلي في مباراة ناديهم مع الصفاقسي التونسي في بطولة السوبر الأفريقي إلي حد الصدام مع رجال الشرطة وحرق سيارة شرطة وسقوط مصابين.. والمثير للأسف وللدهشة معاً أن الجماهير ارتكبت أعمال عنف رغم أن فريقها فائز ببطولة تاريخية ولا يوجد جمهور منافس حدثت بينهما مثلاً هتافات أو مشادات أثناء المباراة.. ولكن أصبح الشغب والعنف والصدام مع رجال الشرطة صورة مرفوضة وغير مقبولة لكونها تسيء للرياضة المصرية وتعكس صورة غير حقيقية للعالم بأن هناك حالة عدم استقرار في البلاد فتؤثر سلباً علي الجذب السياحي ومن هنا قرار منع الجماهير من الحضور للملاعب الخضراء جاء في التوقيت المناسب حتي يتفرغ رجال الشرطة للقيام بدورهم في تحقيق الأمن والأمان للمجتمع وهو أن يستكمل تنفيذ خارطة الطريق التي وضعها الشعب بعد ثورة يونيو لبناء دولته الحديثة.. وحسناً فعلت الداخلية بأن مدت قرار منع الجماهير علي مباريات أنديتنا الأهلي والزمالك والإسماعيلي في بطولتي أفريقيا لأبطال الدوري والكونفدرالية وليس مهماً أن تستمر تلك الأندية في مشوار البطولتين أو تخرج منها فالجماهير أصبحت عبئاً علي الدولة وتسبب حالة من التوتر والقلق الشديدين في الشارع فالكل يضع يديه علي قلبه ويدعو الله أن يمر يوم المباراة بدون خسائر بشرية أو مادية . فالرياضة عامة.. وكرة القدم خاصة علمتنا أن البطل.. بطل لا يشغله علي الاطلاق قوة منافسيه.. وأين سيواجههم في وسط جماهيرهم أو في ملعبه.. لأن طموحه.. وحلمه.. وهدفه يفوق كل التحديات والصعوبات التي تنتظره من أجل الوصول لمنصة التتويج.. وكلنا يتذكر يوم أن فاز الأهلي علي الصفاقسي التونسي في عقر داره أمام 60 ألفاً من جماهيره في نهائي كأس أفريقيا لأبطال الدوري عام 2006 بهدف أبوتريكة الشهير.. وتاريخ الكرة والرياضة العالمي والمحلي حافل بكثير من الإنجازات التي تحققت بعيداً عن بلادهم وجماهيرهم.. ويبقي أن تعلم الجماهير أن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة لم يعد لديه علاقة بمثل هذه القضايا والمشاكل الفرعية في الرياضة فالرجل أعلنها صريحة أن قطاع البطولة في الرياضة مسئولية الاتحادات واللجنة الأوليمبية والأندية معاً وبالتالي يجب أن تنس الجماهير الاستعانة بالوزير خالد عبدالعزيز ليتوسط لهم لدي وزارة الداخلية .