الطب رسالة سامية وأمانة لا يتحملها إلا من هو أهل لها لان الطبيب يرسم البسمة علي شفاة المرضي وصلته بالمريض أقوي من صلته بأسرته حيث يتعامل معه بأفضل انواع المعاملة التي أوصي بها الدين واقرتها الانسانية يحافظ علي اسراره وعورته. هذه المتطلبات لا يستطيع الانسان العادي ان يقوم بها او يتحملها لكن الطبيب وضع الله في قلبه الرأفة والرحمة لانه يتعامل مع آلام الناس ويداوي جراح المجروحين فقد كان الطبيب في الماضي ملقباً "بالحكيم" خاصة في الأرياف لكل وظللت ابحث في هذا المعني ووجدته شاملا لكل الصفات الحميدة.. لقد من الله علي سيدنا لقمان عليه السلام وقال في كتابه العزيز "ولقد آتبنا لقمان الحكمة" ولقب "الحكيم" لم يطلق من فراغ علي الطبيب لان الطبيب لم يقتصر دوره علي علاج المرضي فقط بل كان يشارك في علاج جميع المشاكل التي تعوق المواطنين حيث انه كان يرتبط بالأسر في الأرياف ارتباطا وثيقا يشاركهم في الأحزان والأفراح ويتدخل للصلح بين أي زوجين متخاصمين حتي أنه أصبح يطلق عله لقب الحكيم وكان يعالج الأمور بحكمة وموضوعية وهذا كان يكلفه الكثير من الوقت والمال ورغم ذلك لم يتخل عن رسالته. جاء اليوم الذي تخلي فيه الطبيب عن اللقب وبدأت المسميات تتغير وأصبحت رسالة الطب مهنة وتجارة فقط فمن يصدق منا أن الاطباء يهددون بالاضراب عن العمل من أجل المطالبة بتحسين الأجور أو تغيير الوزير؟! فهل الطبيب تطاوعه نفسه ويترك المريض يتألم من أجل أن تلبي مطالبه. ابداً لم نشاهد مثل هذا اليوم لان الانسانية لن تضيع وخاصة مروءة وأصالة الطبيب المصري الذي شاهدته في موسم الحج يهرول لعلاج مريض اجنبي ويتبرع بالدم من اجل انقاذ مصاب اجنبي. فما بالك بالنخوة والعراقة المصرية. فهل يبخل الطبيب علي أخيه المريض ويتركه يئن من ألمه؟! أنا علي يقين أن الاطباء الملقبين بالحكماء وملائكة الرحمة لن ينصاعوا وراء الاهواء وسوف يحكمون العقل في مطالبهم ويؤدون رسالتهم علي أكمل وجه بعيدا عن الاضرابات.