أن يقيم السلفيون الدنيا ولا يقعدوها بحجة أن مسيحية أعلنت إسلامها فاحتجزتها الكنيسة بالتواطؤ مع بعض أجهزة الأمن في عهد غير المأسوف عليه حسني مبارك. ثم تخرج علينا هذه السيدة مع زوجها وطفلها من خلال احدي المحطات الفضائية مؤكدة أنها لا تزال علي دينها ولم تعلن اسلامها في أي وقت مضي وأنها تعيش سعيدة مع زوجها القس وطفلها. فتلك مصيبة. وأن تسلم مسيحية فعلاً وتتزوج مسلما وتنجب أطفالا ثم يعرف أهلها المسيحيون مكانها فيقتلونها في حادثة ويختطفونها من زوجها في أخري كماحدث أخيراً في امبابة. فتلك مصيبة أخري. نقول انها مصيبة لأن المفترض أن حرية الاعتقاد مكفولة باعتبار أنه لا إكراه في الدين وبفرض وجود عقوبة علي تارك دينه لدين آخر فالمؤكد أن شأن تطبيقها مقصور علي ولي الأمر أو الحاكم أو الجهة التي يفوضها بذلك مثل كافة العقوبات. أما أن يقوم شخص ما أو جماعة ما بتوجيه الاتهام والتحقيق وإصدار الحكم وتنفيذه فهذا يعني أننا لم نعد نعيش في دولة بل في غابة يفعل فيها من يشاء ما يشاء فيمن يشاء طالما أنه قادر علي ذلك. والغريب المريب أن طرفي هذه المعادلة الكنيسة والسلفيين كانا ضد الثورة عيانا بيانا فما يدرينا انهما لا يزالان علي عهدهما يعملان لاشاعة الفوضي وضرب الثورة التي تتكالب عليها المشكلات والتحديات من كل جانب؟! ان الضرب بيد القانون الحديدية أمر مطلوب وضروري ولازم علي كل من تسول له نفسه أن يتصرف وكأنه وحده صاحب هذا البلد التي يراد به سوء والله حافظه من كل سوء ان شاء الله رغم أنف الكارهين والحاقدين.