تعاني بنوك الدم بالإسكندرية من نقص حاد في التبرع بالدم بعدما أصبح الدم عملة نادرة لإحجام المواطنين عن التبرع.. أصبح الحصول علي نقطة دم رحلة معاناة للمريض وأسرته حتي في الحالات الحرجة التي تصارع الموت في سباق مع الزمن. ويرجع الأهالي إحجامهم عن التبرع للشائعات التي تدور حول الاصابة بالأمراض أو بيع الدم بدلاً من توصيله لمستحقيه. بينما ينفي الأطباء ذلك مؤكدين أن المتبرع يحصل علي تحليل شامل ويطمئن علي صحته مجاناً عند التبرع بالرغم من أن تكلفة التحاليل التي تجري للمتبرع تتعدي ال 300 جنيه. قامت "المساء" بجولة بين المواطنين والأطباء والمتبرعين وبنوك الدم لرصد معاناة الحصول علي الدم بعد إحجام المتبرعين.. في البداية يقول محمد حسن "مدرس": أرفض تماماً التبرع لدي سيارات وزارة الصحة المنتشرة بالميادين لخوفي من الاصابة بفيروس "C" وعدم الثقة في الأطباء المتواجدين نظراً لكونهم قليلي الخبرة. بينما يقول محمود عبدالحكيم إنه يحرص علي التبرع بالدم كل عدة أشهر ويهبه ثواباً ابتغاء وجه الله. وأنه بحكم خبرته في هذا الشأن يعلم بأنه يجري فحص شامل حقيقي للمتبرع. وحرصاً علي أسرار المتبرعين يرفض أطباء بنك الدم إعطاء نتيجة الفحص والتحاليل تليفونياً ولابد من الذهاب إلي مقر البنك لمعرفة النتيجة. ويقول: من الممكن أن تبرعي يتسبب في إنقاذ حياة مريض. يقول محمد محمود "طالب": قررت وأصدقائي عدم المرور نهائياً أمام السيارات التي تنشرها الاسعاف في الميادين لتلقي التبرعات بالدم حتي لا يطالبوننا بالتبرع- علي حد قوله. يقول محمد توفيق من محافظ البحيرة: ابن خالي محجوز في المستشفي الجامعي ويعاني من نقص حاد في الدم. مشيرا إلي أن المستشفي به بنك دم ولكن مسئولي المستشفي يرفضون صرف الدم المطلوب ويطالبوننا بتوفير متبرع. وأضاف اضطررت للذهاب لبنك دم آخر واشتريت عبوة دم ب 110 جنيهات. تساءل حسن حمدان: ما فائدة حملات التبرع بالدم التي تجوب الشوارع وعندما نقوم بالتبرع ويصاب أحد أقاربنا يرفضون إعطاءنا دماً ويطالبوننا بالشراء من المستشفيات الخاصة بأسعار مرتفعة؟!.. وأشار إلي أن شقيقه مصاب بورم ويحتاج لنقل دم ولا يجد من يساعده. يقول حسام خليل: نجلي يعاني من ثقب في القلب ويرقد حالياً بالمستشفي الميري. وعندما طالبت بشيكات دم من المستشفي بأوامر من الطبيب المعالج فوجئت بعدم توافره ومازلت أبحث بين بنوك الدم لإنقاذ ابني. قالت طبيبة ببنك الدم -طلبت عدم ذكر اسمها- إنها وزملاءها يعيشون في مأساة بسبب حالة عدم الاستقرار التي تمر بها البلاد. وأن ذلك أثر سلباً علي المتبرعين نظراً لعدم وجود ثقة بين المتبرع والأطباء.. أضافت: كانت لنا أماكن ثابتة قبل الثورة في معظم الميادين وبعد الثورة لا نعرف أين نقف بسبب احتلال الباعة الجائلين للشوارع وتعدي البلطجية علي الأطباء أثناء وقوف سيارات التبرع. أشارت إلي عدم صحة ما يتردد عن انتقال فيروس "C وB" أثناء التبرع نظراً لأن المتبرع يمر بعدة مراحل حتي يتم قبول تبرعه بعد التأكد شمن خلوه من الأمراض تؤكد حرص التعقيم الجيد وإخضاع المتبرع لقياس الضغط. وفي حالة ارتفاعه عن 90: 150 لا تقبل تبرعه وفي حالة انخفاضه عن 70: 90 لا نقبل أيضا. وجهت النصح للمواطنين بالحذر في صالونات الحلاقة واستخدام شفراتهم الخاصة والاطمئنان علي تعقيم الحلاقين للأدوات التي يستخدمونها لأنه من السهل جداً انتقال الأمراض بسببها. أشارت إلي أن بنك الدم يقوم بعمل 6 حملات يومياً 3 منها في الصباح بمناطق محطة مصر والمنشية وسيدي جابر و3 مسائية بمناطق فيكتوريا وميامي وسان ستيفانو ويصل عدد المتبرعين يومياً ما بين 80 إلي 120 حالة عدا أيام الجمعة والاجازات ويتم صرف الدم مجاناً للمستشفيات التابعة لوزارة الصحة. وبالنسبة للمستشفيات الخاصة نبيع البلازما والصفائح ب 40 جنيهاً وكرات الدم ب 110 جنيهات ونعاني من نقص حاد في الدم السالب. قال الدكتور أشرف الغندور أستاذ الدم بكلية الطب جامعة الاسكندرية إن التبرع بالدم ينقذ مريضاً ولا ينقل أي فيروسات لأن كل أدوات التبرع معقمة بالشكل السليم. وأشار إلي أن التبرع يجدد الدم لأن كرات الدم الحمراء تتغير في جسم الإنسان كل 3 أشهر والتبرع يساعد علي زيادة نشاط النخاع ويفرز العديد من كرات الدم بصورة أسرع. مما يساعد علي تحسين وظائف الجسم الحيوية بشكل عام.