انتشرت مصانع "بير السلم" بسوهاج في الفترة الاخيرة. وأصبحت تمثل قنابل موقوتة تهدد حياة الابرياء بعد ان انعدمت الضمائر وغابت الرقابة في بعض الاحيان. ولم يهتم أصحاب تلك المصانع سوي بتحقيق الربح وجمع المال ولو علي حساب صحة المواطنين بانتاجهم تلك السموم جراء استخدام منتجات غير مطابقة للمواصفات. يقول خالد مهران "مدير المركز المصري لحقوق الانسان بسوهاج" إن مصانع "بير السلم" أصبحت ظاهرة انتشرت بشكل واضح في الآونة الاخيرة داخل مخازن أو شقق. بل أكثرها في منطقة حي الكوثر وهي بمثابة حقل ألغام لانتاج جميع المنتجات الصناعية والغذائية والطبية دون الحصول علي تراخيص. ويطالب محمد علي عرابي "مدرس" بتعقب ومتابعة جميع المصانع المنتشرة علي مستوي المحافظة من خلال الحملات المستمرة عليها خاصة في الاماكن الجديدة والصناعية وتوقيع أقصي العقوبات علي المخالفين الذين ينظرون إلي المكاسب والارباح المادية دون أية اعتبارات أخري ولو علي حساب حياة الاشخاص. لافتاً إلي أن هؤلاء المجرمين باعوا ضمائرهم ببيعهم تلك المنتجات المسمومة للمواطنين. يري علي محمود عثمان "موظف" أن سوهاج تعتبر من أكثر المحافظات التي انتشر فيها ما يسمي ب "مصنع بير السلم" التي تنتج كثيراً من المواد الغذائية غير الصالحة. أشار الدكتور خالد السيد "مفتش صيدلة" إلي أن انتشار مصانع بير السلم بسوهاج ساهم في وجود الادوية المغشوشة بصورة كبيرة. لانها وجدت سوقاً تروج لتلك الادوية غير الصالحة. بإعادة تصنيعها مرة أخري داخل المصانع غير المرخصة. ويبدي السيد عبدالمجيد "موظف بالمديرية المالية" قلق من انتشار مصانع بير السلم بتلك الصورة المخيفة بمحافظة سوهاج. مشيراً إلي انها تمثل كابوسا مزعجا طالب بزيادة الحملات التموينية والصحية علي جميع المصانع المخالفة للمواصفات وغير القانية ولابد أن يكون هناك قانون رادع للمخالفين. تساءل أحمد ماهر "مدرس بالفندقية الثانوية": أين قانون حماية المستهلك من تلك المصانع التي تنتج السموم للمواطنين؟ أكد عبداللاه عبدالعزيز "إمام وخطيب بالاوقاف" أن مصانع بير السلم إحدي الظواهر المؤسفة التي انتشرت في الفترة الاخيرة وانشأها البعض من منعدمي الضمائر. ويشير الدكتور بهاء علي "طبيب" إلي خطورة منتجات تلك مصانع علي صحة الانسان حيث إنها تسبب كثيراً من الامراض وأكثر الفئات التي تتعرض للضرر هم الاطفال الصغار. خاصة من منتجات المواد الغذائية من الالبان والعصائر والحلوي التي يتم تصنيعها دون رقابة. الدكتور ياسر الحامدي عبداللاه "مدرس الاقتصاد بالمعهد العالي لإدارة المنشآت الصناعية بسوهاج" يري ان منتجات مصانع بير السلم بسوهاج لا تمثل خطورة صحية فقط. بل اقتصادية تتمثل في أن منتجاتها تبيع بسعر أرخص من تلك المنتجات التي تنتجها المصانع والشركات الملتزمة بالمعايير والمواصفات القياسية مما أوجد ذلك انتشاراً أكثر تلك المصانع لدي قطاع كبير من المواطنين.خاصة البسطاء في ظل أن المستهلك أو الزبون لايريد إلا شراء المنتج الرخيص. من جهته أكد العميد جلال أبوسحلة "مدير إدارة مباحث التموين بسوهاج" علي وجود حملات بصفة مستمرة ودائمة لمكافحة الجرائم التموينية بالتنسيق مع مفتشي الصحة خاصة علي مصانع بير السلم.