ظل الشاعر الجميل الراحل أحمد فؤاد نجم عمرا بأكمله يؤمن ويعتقد أن وجاهة الإنسان ليست في مظهره. إنما تكمن في مخبره لذلك لم نره يطلع علي الناس ببدلة اسموكن أو ياقة منشاه أو نظارة بريسون انما طلع عليهم بجلبابه البسيط.. الذي لم يغيره.. طول عمره المديد 84 سنة ولم نسمع ايضا ولم نره قد سعي يوما إلي المثقفين في ندواتهم أو محافلهم وإنما هم الذين سعو إليه.. إلي بيته بحوش قديم ليلتقوه وصديقه تؤم روحه الشيخ إمام الذي كان صاحب وتر.. بديعة.. لا يباريه فيها.. سوي الراحلين فريد الاطرش. ومحمد القصبجي كان الناس يستمتعون بهما.. بكلمات نجم وانغام الشيخ إمام.. بذلك جسد شاعرنا الجميل ورفيق عمره أن حقيقة الوجاهة ربما تكمن فيما يحمله الإنسان من قيم جميلة تظهر فيما يجريه الله علي قلب ولسان وقلم الموهوب المبدع من أشعار جميلة يشدو ويتغني بها معه ومعنا الملايين من البشر. وستظل إلي ما شاء الله. اذكر بالمناسبة التي كنت عضوا مشاركا في ندوة "قراءة للنقد والترجمة" التي كانت تعقد في بيت د.هاني السيسي ويرأسها د.جمال عبدالناصر واذكر انه تصادف وجود السيدة آمال فهمي المذيعة ببرنامج علي الناصية ضمن المدعوين.. وقد ابدت رغبتها في سماعها نجم وكان الدكتور عبدالناصر قد عرض عليه الاستضافة فاعتذر واقترح علي بعض الحضورمن الزملاء ان القي قصيدة بلدي وحبيبتي لنجم لسابق علمهم أنني أعشقها واحفظها عن ظهر قلب.. ونزلت بالطبع علي ارادتهم وترنمت بها.. باداء وفقني الله فيه. وقوبل حينها باستحسان وتصفيق عظمين وعلقت السيدة آمال بفرح وحماس كبيرين: برافو برافو.. انت قمت بتجسيد واداء المعاني.. ببراعة تحسد عليها فقلت في نفسي. ربما لأن القصيدة كتبت وليدة انفعال صادق.. لتجربة قاسية هي مزيج من العشق والشجن.. العشق للمطربة عزة بلبع زوجته.. بإضافة إلي معاناته مع المخبرين والعسس. في العهود الثلاث المنصرمة.. عبدالناصر.. السادات.. مبارك والتجربة نابضة لم تزل وحاضرة حتي رحيل نجم.. بكلماتها المتدفقة.