ساعات وينتهي عام 2013 ليبدأ عام جديد ندعو الله أن يكون أفضل من سابقه الذي احتوت فيه ساحة الإفتاء علي الكثير من الفتاوي المثيرة للجدل بل والسخرية أحياناً بعد أن تم توظيف معظمها لخدمة السياسة حتي يمكن القول إن عام 2013 هو عام الفتاوي السياسية والتي يمكن تصنيفها ما بين مؤيد ومعارض.. حتي شهر رمضان الفضيل لم يخل هو ايضا من الفتاوي الغريبة علي الساحة الدينية. كان للدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق مواقف عدة أثارت الرأي العام في مقدمتها تعرضه للاعتداء من قبل طلاب الإخوان في كلية دار العلوم جامعة القاهرة.. كما وصف الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش في سيناء بالخوارج مطالباً وزير الدفاع "بالضرب في المليان" كذلك وصفه لمسجد الفتح بأنه "مسجد ضرار" تعليقاً علي طريقة التعامل مع المعتصمين بداخله. أما الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن فقد أفتي ببطلان صيام المعتصمين في رابعة والنهضة طيلة شهر رمضان لعدم التزامهم بتعاليم وآداب الشهر الكريم خلال اعتصامهم.. ثم تأتي فتواه بحرمة إحياء ذكري شهداء أحداث محمد محمود قياساً علي تحريم إحياء الشيعة لذكري مقتل الإمام الحسين واصفاً "إحياء الذكريات الأليمة في الإسلام بأنه من الأمور العبثية المحدثة المبتدعة".. بالإضافة إلي إفتائه بارتداد من يرفع علامة رابعة عن الإسلام في موقف عرفات. كذلك الحال بالنسبة للشيخ مظهر شاهين إمام وخطيب مسجد عمر مكرم الذي أفتي بحرمة الشراء من متاجر ومحلات الإخوان المسلمين لأنهم يدفعون خمس أرباحهم للجماعة التي تستخدم هذه الأموال في شراء الأسلحة وتدمير الوطن. علي الجانب الآخر نجد العديد من المشايخ الذين أصدروا فتاوي تؤيد عودة الرئيس السابق محمد مرسي وتحرم إسقاطه ومحاكمته يأتي علي رأسهم الدكتور يوسف القرضاوي الذي أصدر فتواه بوجوب عودة الدستور مرة أخري مع الرئيس السابق.. أما الشيخ محمود شعبان الداعية فقد أفتي بقتل كل من يطالب بإسقاط مرسي ومنازعته علي الكرسي وكذلك الشيخ وجدي غنيم قام بتكفير وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي وأقر بارتداده عن الإسلام. لم يسلم الدستور من معركة الفتاوي فبعض الشيوخ أفتوا بأن من يخرج للتصويت بنعم فإنه مؤيد من الله لأنه يعمر الأرض ويقف ضد الفساد بينما رأي البعض الآخر عدم جواز المشاركة في الاستفتاء من الأساس حتي لا يتم إضفاء الشرعية علي من لا شرعية له.. أما الشيخ برهامي فيري أنه يجب التصويت بنعم معتبرا إياه في حكم المضطر الذي يأكل الميتة. فتاوي غريبة علي صعيد آخر طالب مجموعة من علماء الأزهر في قافلة دعوية بإحدي محافظات الصعيد بتطبيق حد الحرابة علي سارقي الماء والكهرباء الذين يعتبران من المال العام متجاهلين المليارات التي يتم تهريبها وما يحدث من إزهاق لأرواح الأبرياء. أما فتاوي الجهاد فكانت كثيرة في عام 2013 منها ما أصدره البعض بما يعرف بجهاد النكاح للرجال والنساء المعتصمين في رابعة والنهضة حيث أباحوا لهم الخلوة دون زواج شرعي.. وما دعا به شيخ سوري بأن يتزوج كل رجل 50 سورية من اللاجئات علي أنهن من ملك اليمين هذا إلي جانب ما ظهر علي الساحة الدينية مرتبطاً بالجهاد مثل جهاد العائلات ومطاعم الجهاد وغيرها. لم يخل شهر رمضان في 2013 من الفتاوي الغريبة فقد تضمن فتاوي تراوحت بين التشدد والتسامح الشديدين بل والطرافة أحياناً علي مستوي العالم الإسلامي ففي المغرب حرم الشيخ عبدالباري الزمزمي صوم أبناء الجالية الإسلامية في بلدان المهجر مع السعودية مطالباً إياهم باتباع الهيئات الإسلامية ببلدان الإقامة ليثير بذلك للمرة الثانية الجدل بعد فتواه التي أطلقها العام الماضي بجواز ابتلاع الدواء والمقويات في نهار رمضان دون ماء. أما في إيران فقد أفتي آية الله العظمي أسد الله بيات زنجاني بشرب الماء لمن يعاني من العطش الشديد دون أن يؤدي ذلك إلي إفطاره.. وشهد المسلمون في بريطانيا افتتاح قناة تليفزيونية تبث الآذان خلال شهر رمضان وتلقي الضوء علي حياة المسلمين في انجلترا.