تتجه الأوضاع في جنوب السودان إلي الأسوأ مع تمسك أطراف الصراع هناك بموقفها. وحسم الأمور عسكريا. وليس سياسيا.. هذا ما عكسته تصريحات المسئولين من طرفي الصراع في جوبا. فقد أعلن وزير الاعلام في جنوب السودان مايكل مكوي أن حكومة بلاده لا تزال تسيطر علي حقول النفط. رافضا مطلب المتمردين بالافراج عن سياسيين اعتقلتهم السلطات فيما يتصل "بانقلاب فاشل" من أجل بدء محادثات سلام. ونقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مكوي قوله: "لن نفرج بأي حال عن أي شخص متهم بالضلوع في انقلاب عسكري". فيما أعلن رئيس جنوب السودان سلفا كير أن جيش بلاده جاهز للتوجه إلي مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونغلي. لاستعادتها من المسلحين الموالين لنائبه السابق ريك مشار. وكانت "رويترز" قد نقلت في وقت سابق عن ريك مشار زعيم المتمردين في جنوب السودان إنه مستعد للحوار لانهاء الصراع في البلاد. لكنه اشترط أن يقوم سلفا كير أولا الافراج عن حلفائه السياسيين المعتقلين. وقال مشار ل"رويترز" عبر الهاتف بعدما أجري محادثات مع وسطاء أفارقة وآخرين: "رسالتي هي فليفرج سلفا كير عن زملائي المعتقلين وليتم إجلاؤهم إلي أديس أبابا ويمكننا عندئذ أن نبدأ الحوار مباشرة لأن هؤلاء الناس هم من سيجرون الحوار". أضاف أنه سيطر علي حقول النفط في ولايتي الوحدة وأعالي النيل وإنه يريد أن يستمر الانتاج وقال إنه ينبغي وضع إيرادات النفط في حساب خاص حتي لا يفقد جنوب السودان إيرادات بسبب القتال. وقد أعلنت المسئولة الإعلامية لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة شاليس ماكدونو أن نحو 25 ألف شخص من جنوب السودان لجأوا إلي مقرات الأممالمتحدة في مدينتي جوبا وبانتيو هربا من الاشتباكات بين القوات الحكومية التابعة للرئيس سلفا كير وتلك الموالية لنائبه ريك مشار. قالت ماكدونو إن 20 ألفا موزعين علي مقرين للأمم المتحدة في جوبا. عاصمة جنوب السودان. و5 آلاف أخرين في مقر آخر في مدينة بنتيو عاصمة ولاية الوحدة.. وأضافت إن النازحين مدنيون كانوا يعيشون في المناطق التي دارت فيها الاشتباكات وفروا خوفا علي حياتهم. كما أعلنت الأممالمتحدة أنها تحاول إرسال مزيد من قوات حفظ السلام إلي جنوب السودان. في حين قررت الولاياتالمتحدة ارسال 150 من قوات المشاه البحرية الامريكية إلي جوبا. وذكرت شبكة "سي ان ان" الاخبارية الامريكية إن القوات في طريقها الآن إلي جيبوتي لتكون علي اهبة الاستعداد للمشاركة في حماية السفارة الامريكية في جنوب السودان او اجلاء مزيد من الامريكيين الذين مازالوا عالقين هناك يأتي ذلك وسط تزايد القلق الامريكي ازاء تدهور الوضع في جنوب السودان خاصة في اليومين الماضيين.